تشكّل بعلبك بالاضافة إلى تاريخها الضارب في القدم، أحد أهم دعائم السياحة اللبنانية، حيث تقام فيها مهرجانات بعلبك الدولية سنوياً، وتجذب العدد الأكبر من السياح العرب والأجانب، حيث أنها تستقطب أهم الأعمال المسرحية والموسيقية، وأبرز الفنانين العرب والأجانب. وجّه وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية محمد وسام المرتضى، نداء لمجلس الأمن والمجتمع الدولي، لـ"ردع إسرائيل عن تنفيذ تهديداتها بقصف قلعة بعلبك"، مشيرا إلى أن هذا المعلم يعتبر إرثاً ثقافياً عالميا ً مدرجاً على لائحة اليونسكو للتراث العالمي. وقال عبر صفحته على منصة X إن العدو الاسرائيلي هدّد اليوم بقصف مدينة بعلبك البشر والحجر وفق خريطة بيانية تشمل المعلم الأثري المدرج على لائحة التراث العالمي. وأضاف "تواصلت قبل قليل مع رئيس البعثة الدائمة للبنان لدى منظمة الأونيسكو في باريس السفير مصطفى اديب وطلبت منه ان يكرّر سريعاً المراجعات والشكاوى التي اجراها الاسبوع الفائت مع مديرة المنظمة وسائر المعنيين هناك لردع اسرائيل عن المسّ ببعلبك. رسالة إلى اليونسكو: "إسرائيل" عدو الحضارة كما وجّهت نداءَ الى الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن وما تبقى من ضمير في هذا العالم لأن يردع الاحتلال الإسرائيلي عن تنفيذ تهديده بقصف قلعة بعلبك التي تشكل إرثاً ثقافياً عالمياً مدرجا على لائحة الأونيسكو للتراث العالمي، لا يخصّ لبنان وحده بل الإنسانية بأسرها. وأكد المرتضى أن "التهديد الإسرائيلي يؤكّد أن هذا الكيان صنو الحركات الإرهابية التي فتكت بالبشر ودمّرت تماثيل بوذا. وينبغي للعالم المتحضر أن يعامل"إسرائيل" على هذا الأساس". وكعادته في استهداف كل ما هو حضاري، هدد "جيش" الاحتلال بقصف قلعة بعلبك العريقة، الأربعاء، ما قد يلحق بها أضرارا جسيمة بشكل مباشر أو غير مباشر، بعد أوامر إخلاء أصدرها لمدينة بعلبك، تبعها بعشرات الغارات. وتسببت الغارات الإسرائيلية العنيفة في إلحاق أضرار ببعض المباني التاريخية المحيطة في مدينة بعلبك الأثرية. ومن بين هذه المباني التاريخية التي تضررت من الهجمات الإسرائيلية، في محيط “قبة دورس” في قرية دوريس،، وهي بُنيت باستخدام مواد رومانية متهدمة خلال العصر الأيوبي. وقد تضررت أعمدة هذا المبنى التاريخي الذي شُيد في القرن الثالث عشر، ولكن محافظ البقاع بشير خضر أوضح في منتصف الشهر الماضي أن لا صحة لما يتم تداوله عن سقوط احدى حجارة "قبة دورس" الأثرية من جرّاء الغارات العنيفة". تاريخ ضارب في القدم أنشأ الفينيقيون بعلبك في أوائل العام 2000 قبل الميلاد، فبنوا فيها أول هيكل لعبادة إله الشمس، "بعل"، ومن هنا حصلت المدينة على اسمها، واحتلها الإغريق في عام 331 قبل الميلاد، حيث غيروا اسمها إلى "هيليوبوليس" أو "مدينة الشمس"، ومن ثم وقعت بعلبك تحت السيطرة الرومانية في القرن السادس قبل الميلاد. تتألف القلعة من "الدكة"، "الرواق المقدم"،"البهو المسدس"، "الساحة الكبيرة"، "المذبح والبرج"،"معبد جوبيتر"، "معبد باخوس"، "متحف هياكل بعلبك"،"مسجد إبراهيم"،" القلعة العربيّة". |