الثلاثاء 3/12/2024  
 فلسطيني من غزة يتحدى الاحتلال بنيله الدكتوراه

فلسطيني من غزة يتحدى الاحتلال بنيله الدكتوراه
أضف تقييـم
بعد مرور عدة أشهر على الحرب، لم ينكسر القانوع ولم يأبه لظروف المعيشة الصعبة حيث ظل يكتب رسالته حتى انتهى منها وناقشها وحصل على درجة الدكتوراه، رغم ندرة الإنترنت والكهرباء.
فلسطيني من غزة يتحدى الاحتلال بنيله الدكتوراه
تسلّح بالعلم فتحدى الاحتلال في قطاع غزة.. أدرك عبر عقودٍ أن هذا العدو يدمّر المدارس والمعاهد والجامعات، يغتال الكفاءات والأدمغة الفلسطينية عن سابق إصرارٍ وتصميم.
وبشكيمة وقوة عضد وتصميم فلسطيني جبّار، قارَع الطالب أنس القانوع من حي الشجاعية الاحتلال، فتمكّن من مناقشة رسالة الدكتوراه من داخل منزله المدمر.
أمام جهاز الحاسوب الخاص به، جلس القانوع، الذي يقطن في منطقة بئر النعجة غرب مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، في إحدى الغرف التي استصلحها من منزله لمناقشة رسالته التي كانت بعنوان "تصنيع أسلاك الفضة النانوية واستخدامها في تصنيع مجسات الأشعة فوق البنفسجي".
الفلسطيني "أنس القانوع" من قطاع غزة، يناقش رسالة الدكتوراة رغم استمرار العدوان! 
وفي ماليزيا، كان أساتذته من جامعة العلوم الماليزية (USM) يناقشونه، حيث أتاحت الجامعة له فرصة المناقشة عن بُعد بسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
 معلمون نازحون يفتتحون مدرسة من خيام النايلون لتعليم الطلاب في رفح
القانوع ليس وحده من ناقش رسالة الدكتوراه، فقد ناقش العديد من الطلاب بحوثهم ورسائلهم من قطاع غزة في زمن الحرب.
فقد أعلنت جامعة الأزهر- غزة عبر منشورات على صفحتها في "فيسبوك" عن مناقشة العديد من رسائل الماجستير لطلاب عبر تقنية "زووم".
وحصل القانوع على درجة الماجستير من الجامعة الإسلامية في قطاع غزة خلال السنوات الماضية، والتحق بها ليعمل مدرّساً ويعيل أسرته قبل أن يسافر خارج القطاع إلى ماليزيا لدراسة الدكتوراه.
لكن ظروف المعيشة ونقص الأموال لدى عائلته، كونه المعيل الوحيد، أعادته إلى قطاع غزة ليعود مدرساً من جديد في الجامعة الإسلامية ليتمكن من تحصيل الأموال ومن ثم العودة لاستكمال مشوار الدكتوراه.
من وسط الدمار في غزة، ناقش الباحث أنس القانوع رسالة الدكتوراه (عن بعد) في جامعة العلوم الماليزية، في تخصص "فيزياء النانو تكنولوجي"
وكان بحثه بعنوان: تصنيع أسلاك الفضة النانوية، واستخدامها في تصنيع مجسات الأشعة فوق البنفسجية، وكذلك المسخنات الكهربائية التي تعمل على الجهد المستمر…
لكن في زيارته الأخيرة إلى قطاع غزة في حزيران/ يونيو 2023، حصل ما لم يكن يتوقعه حيث اندلعت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ولم يتمكن من الخروج من القطاع.
إرادة لا تنكسر!
وبعد مرور عدة أشهر على الحرب، لم ينكسر القانوع ولم يأبه لظروف المعيشة الصعبة حيث ظل يكتب رسالته حتى انتهى منها وناقشها وحصل على درجة الدكتوراه، رغم ندرة الإنترنت والكهرباء.
ومن جراء العدوان والحصار الإسرائيلي، بات سكان غزة ولا سيما محافظتي غزة والشمال، على شفا مجاعة، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني مواطن من سكان القطاع.
وكان القانوع قد نزح من بيته أكثر من مرة خلال اجتياح قوات الاحتلال الإسرائيلي لمخيم جباليا، مثل باقي المواطنين الذين عانوا ويلات الحرب.
وفي 3 تموز/ يوليو قالت كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغريد كاغ، إن هناك 1.9 مليون نازح بأنحاء القطاع الذي يشهد حرباً إسرائيلية مدمرة منذ نحو 9 أشهر.
وقالت كاغ في إحاطة قدمتها أمام اجتماع مجلس الأمن الدولي إن "الحرب لم تخلق أزمة إنسانية فحسب، بل أطلقت العنان أيضا لدوامة من البؤس الإنساني، حيث انهار نظام الصحة العامة ودُمِرت المدارس، ما يهدد بتعطل نظام التعليم أجيالا قادمة".
وأضافت"هناك 1.9 مليون نازح بأنحاء القطاع".
مجازر إسرائيلية جديدة في قطاع غزة.. وإعدامات ميدانية في أحياء تل الهوا والصناعة
وقال القانوع لوكالة الأناضول: "في عام 2021، سافرت إلى ماليزيا والتحقت بجامعة العلوم الماليزية (USM) للحصول على درجة الدكتوراه في تصنيع أسلاك الفضة النانوية واستخدامها في تصنيع مجسات الأشعة فوق البنفسجية وكذلك المسخنات الكهربائية التي تعمل على الجهد المستمر المنخفض".
وأضاف: "عدت إلى قطاع غزة قبل "الحرب الإسرائيلية" لأعمل وأوفر بعض الأموال لعائلتي، في ظل ما يعانيه أهالي القطاع من ظروف صعبة حيث لا يوجد معيل لهم".
وتابع: "خلال مكوثي في غزة، اندلعت الحرب وبقيت في شمال القطاع، حيث عانيت مثل أي فلسطيني من ظروف الحرب ومآسيها، وتم قصف منزلي وتدميره".
ظروف قاهرة 
ولفت إلى أنه "خلال الحرب، توقفت عن كتابة رسالة الدكتوراه لفترة، ثم عدت لإكمالها نظرا لطول أمد الحرب".
وأوضح أنه في البداية واجه ظروفاً قاهرة مثل انقطاع الإنترنت والتيار الكهربائي، لكنه تغلّب عليها وتمكن من كتابة رسالته.
وقال: "في آذار/ مارس الماضي، تمكنت من إجراء مناقشة أولية غير محسوبة تأهلت بها للمناقشة النهائية، وفي العاشر من الشهر الجاري، تمت مناقشتي النهائية عبر الإنترنت". أكثر من 100 شهيد وجريح في مجزرة للاحتلال بمواصي خان يونس جنوبي قطاع غزة
وأضاف: "في ذلك الوقت، كنت خائفاً من انقطاع الإنترنت أو نفاد شحن البطارية التي أعمل عليها وقد شحنتها عبر الطاقة الشمسية، حيث استمرت المناقشة حوالى 5 ساعات متتالية".
ورغم معاناة الحرب وويلاتها، تمت مناقشة الدكتوراه وقررت اللجنة في الجامعة الماليزية منحه الدرجة بعد جهد كبير، بحسب القانوع.
ومنذ بدء العدوان في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، دمرت "إسرائيل"، القوة القائمة بالاحتلال، 6 جامعات في قطاع غزة كليا، وقتل جيشها 3 رؤساء جامعات وأكثر من 95 عميد جامعة وأستاذ، بينما اضطر 88 ألف طالب إلى الانقطاع عن تعليمهم الجامعي، ولم يتمكن 555 طالباً حصلوا على منح دولية من السفر إلى الخارج.
وخلّف العدوان أكثر من 126 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
عدد المشـاهدات 171   تاريخ الإضافـة 14/07/2024 - 12:23   آخـر تحديـث 02/12/2024 - 13:12   رقم المحتـوى 25545
 إقرأ أيضاً