اللبنانيون يتصدون للاحتلال كلٌّ على طريقته،، وخلف أكتاف الشباب الأشداء على الحدود، الذين يسطرون المعجزات ويجترحون المآثر، هنالك جمهورٌ لبناني داعم وواثق، رغم محاولات وسائل إعلام لبنانية وعربية التصويب على ذلك. في الملّمات تعرف معادن الناس، وهكذا هم اللبنانيون الذين لم يفت العدوان الإسرائيلي الجامح من عضدهم، على اختلاف مشاربهم هبّوا زرافاتٍ ووحدانا من كل لبنان لرفد "أخوانهم" أهل الجنوب والبقاع والضاحية.. التضافر الرسمي والشعبي وثّق عرى العائلة اللبنانية الواحدة بمختلف مشارب قوس قزحها، رغم بعض الأصوات "النشاز"، والأبواق الإعلامية القليلة المحرّضة. وجّه اللبنانيون ضربةً أولية لسعي الاحتلال من خلال عدوانه خلق شرخ بين اللبنانيين خاصة مع موجة النزوح الكثيفة. اللبنانيون يتصدون للاحتلال كلٌّ على طريقته،، وخلف ظهور المقاومين الأشداء على الحدود، الذين يسطرون المعجزات ويجترحون المآثر أمام العدو، هنالك جمهورٌ لبناني داعم وواثق، رغم محاولات وسائل إعلام لبنانية وعربية التصويب على ذلك، وصولاً إلى إبراز هؤلاء لسرديات الاحتلال!! تعليمات رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط واضحة بضرورة احتضان الضيوف، ومن هنا كان اطار عمل اتحاد بلديات الشوف الأعلى السويجاني ورئيسه يحيى أبو كروم منذ اللحظات الأولى.. تضامن وطني صعق الاحتلال وكرّت سبحة الصمود اللبناني بتضامنٍ عالٍ، وتظهّرت حملات تضامن إنسانية واسعة مع المتضررين، حيث اكتسحت مواقع التواصل الاجتماعي صفحات تدعو الناس للتبرع والعمل الخيري التضامني. وما هو أهم من ذلك، بروز نشاط اجتماعي فعّال على الأرض، أمام المدارس التي تأوي المتضررين، وحتى وسط الأحياء التي تستقبلهم في المدن والقرى المختلفة. الحسنية: أطلقنا حملة "بيتنا بيتك" ومنذ اليوم الأول أطلق موقع "بِشوفك" للاعلام المناطقي في الشوف، حملة إنسانية حيث أطلق فريق العمل بتعليمات من مديرته فرح الحسنية حملة لتجميع لائحة من المنازل والمساكن المتوفرة في الشوف لإيواء النازحين، إما بالمجّان أو بأسعار معقولة، وقد حظيت الحملة بانتشار واسع، فور اطلاقها. وتقول الحسنية لـ الميادين نت "قدّم أهالي البلدة ما تيّسر وتوفر لديهم للوافدين، لتمضية الليلة الأولى، وما أجبر بعضهم على النوم ربما من دون عشاء أو فرش، ولكن بعدها تم سريعاً تنظيم الأمور وتشكيل خليات الأزمة التي بدأت عمليات إحصاء عدد النازحين وتقديم المساعدات من فرش وثياب وطعام، عبارة عن وجبات جاهزة أو مواد أولية، بالإضافة إلى مستلزمات خاصة بالنساء والأطفال". وقد أطلقت العديد من المبادرات إما الفردية أو على صعيد جمعيات المنطقة أو الأحزاب، ولم تقتصر فقط على تقديم المواد الغذائية، بل منها أيضاً تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للنازحين. أما إعلامياً،تقول الحسنية "فحاول موقع "بِشوفك" أن يقوم بدوره الإعلامي، إما من خلال مساعدة الأفراد والجمعيات والجهات الداعمة على نشر الحملات ونداء التبرع والمساعدة، والاضاءة على عملهم، والأهم هو نقل الواقع على الأرض كما هو من خلال فريق عمل متخصص، ليتفرد الموقع في نقل صورة الشوف". وتمّ انشاء فكرة "دكان" في بعقلين الشوف التي تستقبل المساعدات والثياب لتوزيعها على الوافدين الضيوف. وفي مدرسة مزرعة الشوف الرسمية مثلاً، تشكلت خلية نحل بكل ما في الكلمة من معنى، فجهود مديرتها كرمى البعيني تضافرت مع الجميع وأهالي البلدة لتقديم كل مكا يلزم، وتحولت إلى نموذج يحتذى به. ونظّم نادي التعاضد في البلدة مع رئيسه حازم البعيني، زيارات للأطفال الوافدين إلى المكتبة الوطنية في بعقلين، بالتنسيق مع مديرها غازي صعب بغيّة المطالعة والقراءة والتواصل عبر الانترنت، في خطوة ناجحة لاقت استحسان الجميع. وأطلقت جمعية Rural Entrepreneur الشوف، التي يديرها الناشط هيثم صعب "مبادرة من نوع آخر" لاستقبال الجهات التي تعمل على إدارة أزمة النازحين اللبنانيين في منطقة الشوف (منظمات، جمعيات، شركات اجتماعية ومبادرات منظمة..) في مركزها في السمقانية. وقام شبّان وشابات الشوف بالتّطوّع فرديًّا، والتجوّل على تلك المدارس: ثانوية المختارة الرسمية، مدرسة مزرعة الشوف، معهد بتلون، مدرسة كفرنبرخ، ثانوية بعقلين وعين وزين وغيرها.. اقليم الخروب: نموذج للوطن الواحد وفي اقليم الخروب التابع لقضاء الشوف،الذي لم يسلم من العدوان إيضاً، كان المشهد وطنياً بامتياز، فالأهالي فتحوا منازلهم مجاناً للوافدين، وتقاسموا لقمة الخبز، وكان المشهد صحيّاً ومعبّراً عن اللحمة بين المناطق. وعلى الفور، عقد اجتماع تنسيقي صحي لخلية الأزمة في اقليم الخروب، مع مستشفيات المنطقة ومراكز الرعاية الصحية الأولية فيها،والهدف إقرار آلية واضحة للرعاية الصحية لأهلنا النازحين ضمن خطة وتوجيهات وزارة الصحة العامة، على قاعدة تقديم أفضل وأسرع عناية صحية بمعايير وسقوف واضحة، ضمن الإمكانات المتاحة والمتوفرة، في إطار المحافظة على القدرة الإنتاجية والاستيعابية للمستشفيات". وزير العمل اللبناني مصطفى بيرم الذي استهدف العدوان بلدته الوردانية، قال:" عزّ عليّ استهداف ضيعتي من العدو المجرم، الغارة استهدفت "دار السلام" الذي يأوي نازحين، ولا أسأل عن منزلي في ظل وجود شهداء". مطبخ التعاون التابع لنادي النور وزع وجبات على العائلات النازحة إلى مراكز الايواء في شحيم وانضوى ضمن الحملة الإغاثية الطارئة "لبنان يناديكم" لإغاثة النازحين من العدوان الإسرائيلي على لبنان. وشكلّت برجا عصارة العطاء، واستقبلت أكثر من 23 ألف نازح، ولم تسلم من قصف العدوان. ونظّم فريق الاغاثة برجا في جمعية الكشاف المسلم بالتعاون مع رابطة الطلاب المسلمين، يوماً ترفيهياً للأطفال في بعض مراكز الإيواء، حيث تخلل النشاط فقرات متنوعة من العاب وتلوين وتوزيع حلوى، وتأتي هذه المبادرة ضمن حملة "يد واحدة" التي أطلقتها جمعية الكشاف المسلم في لبنان. والجميل أن طفلاً ولد في ثانوية برجا الرسمية فقام المعنيون المسؤولون في المركز بتوزيع حلوى "المغلي" لكل الأهالي النازحين .. ولاقت الخطوة اعجاب الناشطين على وسائل التواصل، مع شكرٍ كبير للمعاملة الحلوة والخطوة الرمزية.
|