تطرح المواقع نفسها على هموم المرحلة في ظلّ ما يتعرض له الجنوب اللبناني من عدوان وحشي غير مسبوق استهدف الانسان، والحجر، والأرض، بينما ما تزال المواقع الأربعة تحفظ هوية المنطقة، وتاريخها، وتراثها. تستكشف جولة سياحية على صيدا، وصور، وحاصبيا، والشقيف تواريخ غابرة ما فتئت ساطعة حتى اليوم رغم مرور أهوال وحروب عليها، وتسلط الضوء على معالمها، وما تختزنه من وثائقيات عينية، وعمرانية، وبقايا خالدة. هذه المواقع الجنوبية شكّلت موضوعات المخرج اللبناني بهيج حجيج، فكانت مادة دسمة لـ 4 من أفلامه، حملتها على متنها حلقة "معاً في التراث" لمهرجان بيروت السينمائي الفني الوثائقي"، وستجول الأفلام على العديد من المراكز العامة في لبنان في النصف الأول من العام الجاري. الأفلام تمّ إنجازها بين عامي 1990 و 2015، وهي تضيء على المواقع الأربعة من خلال معالمها، وتقاليدها، ومناظرها الطبيعية، وبحسب نشرة للمهرجان، فإن الأعمال تهدف إلى "تحفيز حماية هذا التراث الثمين، الّذي يهدّده الزمن والحروب". الأفلام هي: "صيدا، قصر البحر"، 14 دقيقة،إنتاج 1990، باللغة العربية، "أنقذوا صور"، 26 دقيقة،إنتاج 2001، باللغة الفرنسية مع ترجمة إلى العربية، "أنقذوا حاصبيا"، 12دقيقة، إنتاج 2004، باللغة العربية، و"الكشف عن الشقيف"، 32 دقيقة،إنتاج 2015 باللغة العريية مع ترجمة إلى الإنجليزية. وتطرح المواقع نفسها على هموم المرحلة في ظلّ ما يتعرض له الجنوب اللبناني من عدوان وحشي غير مسبوق استهدف الانسان، والحجر، والأرض، بينما ما تزال المواقع الأربعة تحفظ هوية المنطقة، وتاريخها، وتراثها. صيدا ثالث مدن لبنان صيدا ثالث المدن اللبنانية من حيث الدور، والحجم، والتاريخ، وهي عاصمة الجنوب اللبناني، كما إنها من أبرز المدن الفينيقية التي انتشرت على الساحل الشرقي للمتوسط. من مميزاتها: قلعتا البحر والبر، ويعود بناؤهما للمرحلة الصليبية. وتشتهر المدينة بالخانات، أبرزها بناها الأمير فخر الدين المعني الثاني في بدايات القرن السابع عشر منها خان الأفرنج لاستقبال التجار والبضائع، وخان الرز كمأوى للمسافرين، ومستودعا للرز المستورد من مصر. وفي صيدا العديد من المساجد الأثرية، منها جوامع باب السراي، والعمري الكبير، وأبو نخلة، والكيخيا ، وبطاح، ومن الحمامات الأثرية، حمام الشيخ، وحمام الورد، وحمام السبع بنات. وتشتهر صيدا أيضاً بالقصور، منها قصر الأمير فخر الدين، وقصر دبانة، وفي صيدا كنائس أثرية قديمة، ابرزها: مار الياس للموارنة، ومار نقولا للروم الأرثوذكس. صور من أقدم المدن الساحلية صور هي مدينة لبنانية ذات تاريخ عريق، وهي واحدة من أقدم المدن الساحلية في حوض البحر الأبيض المتوسط، وتتميّز بشاطىء رملي يعد من أجمل وأوسع شواطئه. يعود تاريخ تأسيس صور إلى بدايات الألف الثالث ق.م، وتتألف حالياً من منطقتين رئيسيّتين هما الحارة القديمة الواقعة جنوب المدينة، وحي الرمل وهو الحي الحديث في المدينة والذي بدأ بالتشكل والنهوض عمرانياً إبتداءً من منتصف خمسينات القرن الماضي. تضم الحارة القديمة أحياء المدينة الرئيسية التي يتحدر منها جميع أهاليها وهي: حي الحسينية ، حي الجورة، حي المنارة، حي المصاروي، حي الجامع، وإلى شمال الحارة القديمة تقع حارة المسيحيين وهي تضم أحياء الكاثوليك والموارنة والارثوذكس. أما حي الرمل فهو حي جديد بدأ بالظهور منتصف خمسينيات القرن الماضي بعدما بدأ أهالي الحارة القديمة بالنزوح إلى تلك المنطقة. يضم قضاء مدينة صور مايزيد عن 50 قرية أهمها: الخرايب، العباسية، البازورية، برج الشمالي، جويا، الناقورة، عين بعال، دير قانون النهر، دير قانون رأس العين، حناويه، قانا، المنصوري، مجدل زون، البرغلية، جوار النخل، برج رحال، وجناتا. الشقيف: شهدت أحداثاً تاريخية تقع قلعة الشقيف في منطقة أرنون الجنوبية، في قضاء النبطية، وهي ترتفع عن سطح البحر نحو 710 أمتار. تنفرد القلعة بموقعها المميز على قمة جبلية تطل على المنطقة بكاملها وعلى مجرى نهر الليطاني، حيث الطرقات التي تربط الساحل الجنوبي بالبقاع ودمشق، وتُشرف من جهة الغرب على الساحل، وعدد من القرى والبلدات اللبنانية المحيطة، أما من الشرق فيطالعك مشهد مذهل للوادي حيث مجرى النهر، وجبل الشيخ الشامخ، وسلسلة جبال لبنان الشرقية، حيث تمكن رؤية الجولان السوري المحتل وقرى الجليل الأعلى في فلسطين المحتلة ووادي الأردن وغيرها من المواقع. تعدّ قلعة الشقيف أرنون من قلاع جنوب لبنان الجميلة والمميزة بموقعها، وهندستها وتصميمها نظراً لموقعها الفريد على قمة تشرف على المنطقة من الجهات كلها، وقد شهدت القلعة أحداثًا تاريخية مختلفة بدأت مع العصور القديمة، وصمد فيها المقاومون بجدارة وبطولةفي وجه جيش الاحتلال عام 1982، وانتهت بالاندحار الإسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000. واليوم هي من المواقع الأثرية التي تجذب العديد من الزائرين المحليين والأجانب. حاصبيا تتميز بطبيعتها الخضراء الخلّابة تقع حاصبيا في وادٍ خصب يمتد بالتوازي مع السفوح الجنوبية لسلسلة لبنان الغربية، وتتميز بطبيعتها الخضراء الخلّابة، خصوصًا مع مرور نهر الحاصباني في سهولها. وكيفما تجول الزائر في حاصبيا سيجد أشجار الزيتون التي تعتبر المورد الأهم لسكان المنطقة، وفيها العديد من المعالم السياحية، منها: السرايا الشهابية التي تعتبر من أشهر المعالم التاريخية في منطقة حاصبيا، يعود تاريخ بنائها الى الفترة الصليبية، ومن المرجح أنها بنيت على أنقاض رومانية. وهناك "خلوة البياضة" كمكان مقدس للطائفة الدرزية. وفيها أربعين خلوة تقريباً، وسوق الخان وهو خان قديم كان شاهدًا على النشاط التجاري الذي كانت تشتهر به المنطقة خصوصًا وأنها كانت المحطة الرئيسة لقوافل التجار إلى الداخل السوري. لم يبق من الموقع سوى بعض المعالم الأثرية. والمعبد الروماي في الهبارية موقع تاريخي شهد أهمية بارزة في العهد الروماني، وشهد معارك كبيرة في حقبة الفتح الإسلامي، وشكّل معبرا لجيوش صلاح الدين الأيوبي وهو في طريقه إلى فلسطين. بلوغاً بلدة راشيا الفخار على منحدرات جبل حرمون. ونسبة لاسمها، فهي اشتهرت بصناعة الفخار، أما اليوم فلم يبق سوى محترفين لهذه الصناعة. |