الإثنين 16/9/2024  
 اليمن يواجه كارثة صحية بسبب مخاوف من تفشي الكوليرا عقب الفيضانات

اليمن يواجه كارثة صحية بسبب مخاوف من تفشي الكوليرا عقب الفيضانات
أضف تقييـم
مديرية حيس جنوبي مدينة الحديدة في اليمن التي ضربتها الفيضانات أخيراً وتلوّثت فيها المياه، تشهد إصابة المئات بالكوليرا مع الاشتباه بنحو 164 ألف حالة والمرشّحة للارتفاع إلى 250 ألفاً بسبب تعقيد وصول الطواقم الإغاثية، وفق الأمم المتحدة.
تواجه عيادة طبية في إحدى مناطق غرب اليمن التي ضربتها الفيضانات والسيول مؤخراً وخصوصاً مديرية حيس، تدفّقاً لمرضى يشتبه في إصابة العديد منهم بالكوليرا، بعدما زادت الأمطار الغزيرة مخاطر تفشّي المرض.
في "مركز علاج الإسهالات" الواقع في مديرية حيس على بعد 120 كلم نحو جنوب مدينة الحُديدة، يستلقي أولاد ونساء وجوههم شاحبة على أسرّة وقد وضعت في أيديهم حقن وريدية مع سماع أصوات بكاء أطفال.
هؤلاء هم من بين نحو 164 ألف شخص في مختلف أنحاء اليمن يُشتبه بإصابتهم بالكوليرا، وهو عدد مرشّح للارتفاع إلى 250 ألفاً في الأسابيع المقبلة إذا لم يتمّ تعزيز جهود الاستجابة للوضع، بحسب الأمم المتحدة.
وقال طبيب الطوارئ في المركز الطبي، بكيل الحضرمي إنّ "الإقبال زاد بسبب السيول والأمطار" في مديرية حيس.
وأضاف الحضرمي في حديث لوكالة (فرانس برس) أنّ "الطاقم المداوم يتحمّل فوق طاقته ويمكن أن ينهار في أي وقت"، محذّراً من "كارثة طبية إن لم تتمّ الاستجابة لها من الجهات المعنية".
كما أكّد أنّ المركز استقبل بين الأول من آب/أغسطس والـ18 منه، 530 مريضاً يُشتبه بإصابتهم بالكوليرا.
الفيضانات وتلوّث المياه يفاقمان الأزمة الصحية وارتفاع عدد المصابين بالكوليرا
سيول وفيضانات جارفة
وتسبّبت فيضانات عارمة ناجمة عن أمطار غزيرة في غرب اليمن، ليل الثلاثاء الأربعاء، بتدمير منازل ومحلات تجارية وفقدان 24 شخصاً، وفق ما أفادت الشرطة المحلية فجر اليوم الأربعاء.
مواضيع متعلقة
"الصحة الفلسطينية" تعلن أول إصابة مؤكدة بشلل الأطفال في غزة
"الصحة العالمية" قلقة من إمكان تفشي الأوبئة في غزة
وأعلنت شرطة محافظة المحويت، وفق ما نقلت عنها وسائل إعلام محلية، عن "24 مفقوداً من الأهالي نتيجة تدفّق السيول والانهيارات الأرضية في مديرية ملحان غربي المحافظة".
ولم تعلن السلطات حتى الآن عن سقوط قتلى، لكنّ صوراً متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت جثثاً ملفوفة ببطانيات في إثر الفيضانات.
وفي الأسابيع الأخيرة الماضية، شهدت مناطق عديدة في اليمن وبينها مديرية حيس، سيولاً جارفة نتيجة هطول أمطار غزيرة. وأسفرت الفيضانات عن مقتل 60 شخصاً وألحقت أضراراً بـ268 ألفاً آخرين منذ أواخر تموز/يوليو الماضي، في أفقر دول شبه الجزيرة العربية، بحسب الأمم المتحدة.
ومنذ أواخر تموز/يوليو الماضي، تسبّبت الفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة في اليمن بمقتل 60 شخصاً، وألحقت أضراراً بـ268 ألف شخص، بحسب الأمم المتحدة.
وفي ظل استمرار الحرب منذ نحو عشر سنوات، وتسبّبها بسوء تغذية حاد وبتدمير المراكز الطبية، تستعدّ حيس لأزمة صحية جديدة عقب الفيضانات التي قد تحمل معها أمراضاً تنتقل عن طريق المياه.
وقالت المنظّمة الدولية للهجرة في تقرير صدر مؤخراً إنّ "الموجة الأخيرة من الكوليرا، تفاقمت بسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات التي تلتها، ما زاد من خطر تلوّث المياه".
ولم يتسنّ للسلطات الصحية تأكيد إصابة سوى ثلاثة أشخاص بعد إرسال العيّنات إلى مختبر طبي في محافظة تعز المجاورة، بحسب الحضرمي، وسط إمكانيات محدودة لإجراء الفحوص وغياب المختبرات في المنطقة، مشيراً إلى أنّ هذا الأمر يدلّ على أن المرض "منتشر وخاصة الآن، وبسبب الأمطار سيتفاقم الوضع أكثر فأكثر".
وساهم النقص الشديد في المياه وتهالك المنشآت الصحية وارتفاع معدلات سوء التغذية، في زيادة حالات الكوليرا منذ أواخر العام الماضي. وجاءت الفيضانات الأخيرة لتزيد التحديات التي تواجهها وكالات الإغاثة في بلد تستمر فيه الحرب.
وتسبّبت الفيضانات هذا الشهر في مديرية حيس بتبعثر الألغام الأرضية وانتقالها إلى أماكن جديدة، ما أدّى إلى تعقيد وصول عاملي الإغاثة إلى المجتمعات المحتاجة وزيادة المخاطر التي قد يواجهونها، وفق المنظمة الدولية للهجرة.
وقالت مديرة التمويل والشراكات في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ليزا داوتن، إنّ خطة الأمم المتحدة للاستجابة للكوليرا في اليمن قدّرت في البداية وجود 60 ألف حالة في الفترة الممتدة من نيسان/أبريل إلى أيلول/سبتمبر 2024. لكنّ الأرقام الأخيرة أظهرت أنّ الوضع أسوأ مما كان متوقّعاً، إذ إنّ التمويل الحالي يكفي فقط لمعالجة ربع هذه الحالات، وفق قولها.
كما أنّ قصف التحالف بقيادة السعودية للمنشآت التجارية والبنى التحتية والمرافق الصحية، فضلاً عن اتّباعه خطة ممنهجة في حصاره الجوي والبحري، حدّ من الشحنات التجارية والمساعدات الإنسانية إلى اليمن، ما أدّى إلى انتشار مرض الكوليرا "بمستوى غير مسبوق" في العالم، وفق منظمة الأمم المتحدة.
وكانت  منظمة "اليونيسف" للغوث قالت في العام 2020، إنّ أكثر من 5 ملايين طفل يواجهون خطر الإصابة بمرض الكوليرا والإسهالات المائية الحادة. 
عدد المشـاهدات 61   تاريخ الإضافـة 29/08/2024 - 12:16   آخـر تحديـث 16/09/2024 - 03:16   رقم المحتـوى 25885
 إقرأ أيضاً