الثلاثاء 3/12/2024  
 الحوسبة الكمومية.. هل تكون الثورة التكنولوجية بعد الذكاء الاصطناعي؟

الحوسبة الكمومية.. هل تكون الثورة التكنولوجية بعد الذكاء الاصطناعي؟
أضف تقييـم
يرى مسؤولون في التكنولوجيا أنّ مجال الحوسبة الكمومية سيشكل ثورة تكنولوجية مستقبلاً بعد الذكاء الاصطناعي، وستتيح تحقيق تقدم كبير في أكثر من مجال.. فما هي الخدمات التي ستوفرها الحوسبة الكمومية؟.
تحتدم المنافسة في مجال الحوسبة الكمومية بين الجهات المعنية، إذ يُتوقع أن تشكّل الثورة التكنولوجية المقبلة بعد الذكاء الاصطناعي، ويُعتقد أنها ستتيح تحقيق تقدم كبير في أكثر من مجال، كالتوصل إلى أدوية جديدة ومكافحة الاحترار المناخي.
بالنسبة لستيف بريرلي، مؤسس شركة "ريفرلين" التي تتخذ مقراً في المدينة الجامعية الشهيرة بوسط بريطانيا، فإنّ هذه التكنولوجيا ستشهد في السنوات المقبلة ما يصفه بـ"لحظة سبوتنيك"، تيمّناً بالقمر الاصطناعي السوفياتي الذي شكّل إطلاقه عام 1957 خطوة كبيرة في مجال غزو الفضاء.
ويقول بريرلي لوكالة (فرانس برس) إنّ "الحوسبة الكمومية لن تحمل مجرد تحسّن طفيف مقارنة بأجهزة الكمبيوتر السابقة، بل ستكون خطوة كبيرة إلى الأمام".
وتنتج شركته أول معالج دقيق مخصص لهذه التكنولوجيا يتمتع بقدرة حاسوبية هائلة، ويمكنه رصد وتصحيح الأخطاء التي تؤدي حالياً إلى إبطاء تطورها.
وبدوره يقول نائب رئيس "ريفرلين" إيرل كامبل: "في غضون عامين إلى ثلاثة أعوام، سنكون قادرين على تطوير أنظمة قادرة على دعم مليون عملية من دون أخطاء"، مقارنةً بألف عملية فقط حالياً.
ويوضح كامبل أنّ "هذه العتبة تُعتبر حاسمة لجعل أجهزة الكمبيوتر الكمومية أكثر كفاءة من نظيراتها الحالية".
من جهته، يقول جون مارتينيس، المسؤول السابق عن تطوير هذه التكنولوجيا في مختبر "غوغل كوانتوم إيه آي"  Google Quantum AI، إنّ صنع الأجهزة "التي ترقى إلى مستوى الوعود المذهلة لهذه التكنولوجيا يتطلب تغييراً هائلاً على صعيد الحجم والموثوقية، ما يستلزم أنظمة موثوقة لتصحيح الأخطاء".
وفي علامة على الاهتمام بأنشطة شركة "ريفرلين"، وبشكل عام بهذه التكنولوجيا التي تُشبَّه بالذكاء الاصطناعي لناحية التغييرات التي قد تُحدثها، أعلنت الشركة في وقت سابق، أنها جمعت 75 مليون دولار من المستثمرين.
ومع قدرتها على تحفيز التفاعلات بين الجسيمات والذرات والجزيئات، من المرجّح أن تمكّن هذه التكنولوجيا من تطوير أدوية ثورية أو تحسين إنتاج الأسمدة بشكل جذري، وهو قطاع يُنتج انبعاثات كثيرة من ثاني أكسيد الكربون.
كما يمكن لهذه التكنولوجيا أن تمهّد الطريق لبطاريات أكثر كفاءة، والتي تؤدي دوراً رئيسياً في مكافحة الاحترار المناخي.
ويتجلّى الاهتمام بهذه التكنولوجيا في المقام الأول باستخدام أجهزة كمبيوتر كبيرة. وعندما يزاد حجمها، فإنّ الإمكانيات المقدمة تزيد بشكل أسرع من العيوب التي يتعيّن حلها. بمعنى آخر، تعمل هذه الآلات بشكل أفضل في المهام المعقدة.
وفي هذا الإطار يقول بريرلي: "بالتأكيد لن نستخدم أجهزة الكمبيوتر الكمومية لإرسال رسائل البريد الإلكتروني"، مضيفاً: "سنكون قادرين على حل مشاكل قد تكون غير قابلة للحل لولا ذلك".
ويرى بريرلي أنّ "من المهم جداً تعلّم الدروس من الذكاء الاصطناعي حتى لا تفاجئنا هذه التكنولوجيا، كما يجب التفكير في آثارها في وقت مبكر جداً"، معتبراً أنّ "الحوسبة الكمومية ستخضع للتنظيم في نهاية المطاف، لأنها تقنية مهمة للغاية".
عدد المشـاهدات 170   تاريخ الإضافـة 11/08/2024 - 11:03   آخـر تحديـث 03/12/2024 - 16:53   رقم المحتـوى 25795
 إقرأ أيضاً