الجمعة 22/11/2024  
 النموذج الأقصى للثوار عبر التاريخ

النموذج الأقصى للثوار عبر التاريخ
أضف تقييـم
إذا كان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قد أعطى للعالم الضال ما تحتاجه من الهداية، وأعطى للأمة الجاهلة ما تحتاجه من علم ومعرفة، وأعطى للمظلومين ما يحتاجونه من عدالة، فإن الإمام الحسين عليه السلام أعطى لكل الثوار في العالم ما يحتاجونه من حرية، وما يحتاجونه من كرامة، ومن عزة للبشرية كلها.
لا نحتاج بعد الحسين عليه السلام لأي رجل يحمل مشعل حرية، ولا يحتاج أي ثائر في العالم، وأي مظلوم ومقهور ومضطهد بعد الإمام الحسين عليه السلام إلى من يعطيه درساً أو مشعلاً في الحرية أو الثورة أو العزة. ثورة الإمام عليه السلام وموقفه وتضحياته كافية لأن تكون مدرسة لكل الأحرار على مدى التاريخ، لذلك أعتقد أن استشهاد الإمام الحسين عليه السلام يحصل مرة واحدة إلى أن تقوم الساعة، لا تحتاج رسالة الإسلام إلى أكثر من الحسين بن علي عليه السلام، لا تحتاج رسالة الإسلام حتى تنتصر وتُحمى وتُحصّن، وتستمر وتبقى، وحتى تصل إلى العالم إلى أن تقوم الساعة، إلى أكثر من الحسين بن علي عليه السلام، فما تحتاجه قد حققه الحسين بن علي عليه السلام في كربلاء، ما يحتاجه الإسلام كله إلى أن تقوم الساعة قد حققه الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء، وما تحتاجه البشرية بالمعنى العسكري للكلمة إلى أن تقوم الساعة قد حققه الحسين بن علي عليه السلام في كربلاء.
بعد الحسين عليه السلام نحن أمام مسؤولية تعميم وليس أمام فكرة تأسيس، بعد الإمام الحسين عليه السلام علينا أن نكمل الطريق لا أن نبدأ الطريق، لا أن نؤسس الطريق فكأننا معه أمام انبعاث جديد لمحمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم ولجميع الأنبياء والرسل صلى الله عليه وآله وسلم.
المسألة الأخرى التي استوقفتني وكنت أفكر بها ووجدتها عندما قرأت هذا النص، بعد أن يقول: "من رأى سلطاناً جائراً..." يقول: "وأن الحسين بن علي ابن فاطمة بنت رسول الله نفسي مع أنفسكم وأهلي مع أهليكم وأولادكم ولكم فيّ أسوة..." وقال أيضا: "ومن أحق بالتغيير مني" حينما وصل الباطل إلى هذا المستوى، قولوا لي إلى أين سترجع الناس، إلى من سترجع الناس، ممن تنتظر الناس التغيير.
المهزومون الذين فقدوا أملهم وإرادتهم، عزيمتهم، قرارهم، بنيانهم الداخلي، وشخصيتهم الداخلية، إلى من يعودون، إلى من يرجعون، من المطلوب منه في مرحلة من هذا النوع مسؤولية التغيير والإصلاح، الذين يتحملون مسؤولية التغيير والإصلاح في مرحلة من هذا النوع هم كبار الأمة وعظماءها وأولياءها، هم صالحو الأمة، رسل الأمة وأئمتها، هؤلاء هم الذين يتحملون المسؤولية في مرحلة التأسيس.
المؤسسون لا ينتظرون من غيرهم، ولا ينتظرون من أحد أن يسبقهم إلى القيام بهذه المسؤولية، كل من يفترض نفسه في موقع المسؤولية التأسيسية في مسار التغيير والإصلاح عليه أن يبادر أولاً ولا ينتظر أحداً غيره للقيام بمسؤولية من هذا النوع.
هذا شرط أساسي من شروط تحمل المسؤولية، هذه مسائل أساسية لذلك، الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في عملية التأسيس والتغيير لم يسأل عن شيء، عن نفسه، عن غيره. سأذكر لكم فكرة موجودة في القرآن الكريم، لأن الرسول كان يغير مجتمع وهو الذي سيتحمل المسؤولية، كانت تسود المجتمع فكرة التبني، يعني أن يربي احدهم ولداً ليس له ويصبح ابنه، كان عند الرسول مولى أي خادم اسمه زيد وكان متزوجاً، زيد كان بمثابة الولد والابن لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يأتي الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ويقول لهم، يا أيها الناس، الولد الشرعي ليس هو الولد بالتبني، يعطيهم نصاً معيناً، وقاعدة معينة، يقول لهم أن الولد بالتبني ليس ولداً شرعياً، وتنتهي المسألة، هذا الكلام لا يكلفه شيئاً، ولكن الرسول لم يفعل هذا فقط، وإنما أمر زيداً بأن يطلق زوجته، وبعد ذلك تزوجها، من الذي يقدر أن يتحمل، هذا الرسول صاحب الموقع السياسي الاجتماعي والديني والإلهي، هل في الحياة من هو أعلى من موقع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أعلى من موقع النبي. وعندما يتخذ قراراً من هذا النوع سيدفع ثمنه.لا يوجد مشكلة، ما دام هو يتحمل مسؤولية التأسيس، هو سيدفع ثمن هذا التأسيس. أو ما يسمى بمرحلة وضع السنن.
عدد المشـاهدات 164   تاريخ الإضافـة 31/07/2024 - 12:13   آخـر تحديـث 22/11/2024 - 13:57   رقم المحتـوى 25698
 إقرأ أيضاً