الخميس 21/11/2024  
 نتائج البحث عبر "غوغل" بالذكاء الاصطناعي تضرّ بالنموذج الاقتصادي للانترنت

نتائج البحث عبر "غوغل" بالذكاء الاصطناعي تضرّ بالنموذج الاقتصادي للانترنت
أضف تقييـم
تقنية "إيه آي أوفرفيوز" بينت أنّ النتائج التي يوفرها الذكاء الاصطناعي تظهر قبل المواقع الإلكترونية التقليدية، وأنّ هذا الأمر سيكون له تأثير سلبي على المؤسسات التي تنتج محتوى وتعتمد على نسبة تصفّحها من محركات البحث وخصوصاً وسائل الاعلام.
قد يتسبّب عرض "غوغل" نتائج صيغت بواسطة الذكاء الاصطناعي لعمليات بحث يجريها مستخدمو الانترنت، بزعزعة جزء من النموذج الاقتصادي الخاص بالإنترنت لمؤسسات كثيرة وتحديداً لوسائل الإعلام.
ولم تتم إزالة الروابط التقليدية لصفحات الإنترنت، ولكن مع تقنية "إيه آي أوفرفيوز" التي كُشف النقاب عنها الثلاثاء الماضي، بينت أنّ النتائج التي يوفرها الذكاء الاصطناعي التوليدي تظهر قبل المواقع الالكترونية التقليدية، لأنّ المحتوى الموفَّر بواسطة الذكاء الاصطناعي التوليدي من المرجّح أنه سيرضي وحده المستخدمين ويوفّر لهم إجابات على أسئلتهم.
ويقول بول روتزر، من معهد "ماركتينغ إيه آي" إنّ ذلك "سيكون له تأثير سلبي على الشركات والمواقع التي تنتج محتوى وتعتمد على نسبة تصفّحها من محركات البحث، لكننا لا نعرف إلى أي مدى سيؤثر هذا التغيير عليها أو ما يمكننا القيام به حيال ذلك".
وتتوقع شركة "غارتنر" الاستشارية أن تنكمش نسبة تصفّح محركات البحث التقليدية بنسبة 25 % بحلول عام 2026 مع ظهور تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وعلى الرغم من هذه الثورة، لا تستطيع "غوغل" الاستغناء عن الإعلانات، وسيتعين عليها تكييف عرضها مع المعلنين، وإلا "سيقضي الذكاء الاصطناعي عليها"، بحسب ديفيد كلينش من شركة "ميديا غرووث بارتنرز".
يقول كلينش إنّ "غوغل تواجه ضغوطاً هائلة، لأنّ لاعبين آخرين سبق أن أظهروا أنّ الذكاء الاصطناعي التوليدي يمكن أن يعمل من دون روابط أو إعلانات"، كما هي الحال مع "تشات جي بي تي"، مردفاً: "لذا أرادوا إيصال رسالتهم عن الذكاء الاصطناعي، حتى لو كان ذلك يعني تحديد نموذج اقتصادي في مرحلة تالية".
ويرى أنّ "الفجوة تتسع بين كبار اللاعبين في مجال الإنترنت ووسائل الإعلام، والشركات، والمبتكرين الذين لا يملكون أصلاً الوسائل اللازمة لتحسين مراجعهم في محرك البحث".
من جهتها تؤكد هيما بوداراجو، من فريق البحث في "غوغل"، أنّ المواقع والروابط التي ظهرت في البداية عند توفير الإجابة خلال الاختبارات التي أجريت على "إيه آي اوفرفيوز"، حظيت "بمعدّل نقر أعلى" بالمقارنة مع صيغة البحث القديمة.
وهنا يتساءل كلينش "ما الذي يختار هذه الروابط؟ إذ لا يظهر سوى عدد قليل منها لتوسيع النص الناتج عن الذكاء الاصطناعي"، و "كيف يمكن لجهة معيّنة أن تضمن أن يظهر موقعها ومحتواها ضمن هذه النتائج؟ أتصوّر أنه سيتعيّن دفع مبلغ لقاء ذلك، وهو أمر لا يختلف عما هو قائم حتى اليوم".
ومع تقنية "إيه آي أوفرفيوز"  تكون "غوغل" قد عززت مكانتها كوسيط بين مستخدمي الإنترنت والمواقع الالكترونية.
لقد أدّت السيطرة المتزايدة لشركات التكنولوجيا الكبرى على الإعلانات إلى عدم استفادة وسائل إعلام كثيرة من الجيل الجديد، بدءاً من "بازفيد" وصولاً إلى "فايس" ومروراً بـ"ذي دايلي بيست" و"كوارتز" و"هافينغتون بوست"، والتي يعد بيع مساحات فيها للمعلنين المصدر الرئيسي لمداخيلها.
وخنقت هذه السيطرة أيضاً الصحف والمجلات المحلية والإقليمية، والتي غالباً ما تفشل في دفع عدد كافٍ من القراء إلى الاشتراك فيها.
ولم ينجح في صيغ الاشتراك سوى حفنة من وسائل الإعلام التي تتمتع بأهمية على المستويين المحلي والدولي، كصحيفتي "نيويورك تايمز" و"وول ستريت جورنال".
ومع ذلك، لا يمكن حتى اليوم اعتبار  أنّ الذكاء الاصطناعي التوليدي بات واجهة للبحث. فمنذ إطلاق "تشات جي بي تي" في تشرين الثاني/نوفمبر 2022، تحدّث كثيرون عن الأخطاء والمعلومات الغريبة والخاطئة التي توفرها "روبوتات الدردشة".
ويتعيّن على تقنية "أوفرفيوز" كما محرك البحث "بينغ" من "مايكروسوفت"، أن يثبت أنّه دقيق وأهل للثقة.
وحتى اليوم، تُقدِم وسائل الإعلام على ملاحقة نماذج الذكاء الاصطناعي الكبيرة قضائياً، متهمةً اياها بسرقة محتواها.
عدد المشـاهدات 281   تاريخ الإضافـة 22/05/2024 - 11:07   آخـر تحديـث 18/11/2024 - 16:36   رقم المحتـوى 25132
 إقرأ أيضاً