مبادرة للصحة العالمية تديرها الكلية الأميركية للطب الرياضي تشجع مقدمي الرعاية الصحية تقييم النشاط البدني لمرضاهم لحثّهم على ممارسة الرياضة، وتعزيز صحتهم النفسية والجسدية. هل سألك طبيبك يوماً إذا كنت تمارس الرياضة؟.. فقد أظهرت دراسات أنّ "التمارين الرياضية هي علاج" ي مبادرة للصحة العالمية التي تديرها الكلية الأميركية للطب الرياضي تشجّع هذه المبادرة مقدمي الرعاية الصحية على تقييم النشاط البدني لمرضاهم أثناء الزيارات، لتضمين خطط الرعاية الخاصة بكل منهم عبر ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، على أن تعتمد كمية وأنواع التمارين الموصى بها من قبل الاختصاصيين الطبيين على الصحة والقدرة الحالية التي يتمتع بها كل شخص. الفلسفة الكامنة وراء هذه المبادرة بسيطة: النشاط البدني يعزّز الصحة المثالية. ذلك أنّ الحركة المنتظمة تساعد على الوقاية من الحالات الطبية المختلفة وحتى علاجها. إذ ربطت دراسة نشرت في "المجلة الأميركية لطب نمط الحياة" عام 2020، بين الخمول البدني وسوء الحالة الصحية، وارتفاع تكاليف الرعاية الصحية. وخلصت الدراسة إلى ضرورة دمج برامج الرعاية الصحية واللياقة البدنية. إلى ذلك، فإنّ الأشخاص الذين كانوا نشيطين بشكل معتدل إلى قوي مدة 150 دقيقة أسبوعياً بالحد الأدنى، استفادوا بمعدل النصف من الرعاية الصحية، مقارنةً ممن فضلوا الخمول وعدم الحركة، وفق دراسة أجراها نظام الرعاية الصحية Intermountain Health، وعُرضت في الاجتماع السنوي في العام 2019 للكلية الأميركية للطب الرياضي، وتمت الموافقة عليها للنشر. تقول الدكتورة إليزابيث جوي، كبيرة المسؤولين الطبيين لدى شركة التكنولوجيا الصحية لور هيلث (Lore Health) ورئيسة مجلس إدارة "التمارين الرياضية هي علاج" (EIM)، إنّ الدراسة وجدت أيضاً أنّ الأشخاص النشيطين يحمّلون الرعاية الصحية نصف التكلفة الإجمالية مقارنةً بالأشخاص الخمولين، الذين يتم تعريفهم بأنهم من شاركوا في دقيقة واحدة أسبوعياً من النشاط المعتدل إلى القوي. وأشارت جوي إلى المسح الصحي الوطني الأميركي لعام 2022، ولفتت إلى أنّ اختصاصيي الرعاية الصحية نصحوا 22،9% فقط من النساء البالغات و17.8% من الرجال البالغين بزيادة مستويات نشاطهم البدني. وبحسب النتيجة لم تستغرب جوي أنّ متوسط زيارة الرعاية الأولية تستغرق أقل من 20 دقيقة، ومع حاجة مقدمي الرعاية الصحية إلى تغطية العديد من المشاكل، قد لا يتسنّى لهم الوقت لتناول النشاط البدني. لكنها أوضحت أنّ كتابة وصفة طبية يستغرق القليل من الوقت بخلاف تقديم استشارات تغيير السلوك القائمة على الأدلة. وخلصت جوي إلى أنّ "السلوكيات الصحية معدية"، و "لدينا أيضاً بعض المسؤولية الشخصية في ما يتعلق بالنشاط البدني، للتفكير حقاً في كيفية تأثيرنا على الأشخاص من حولنا"، داعيةً الجميع إلى أنه "في المرة التالية التي تخرج فيها للنزهة، قم بدعوة صديق أو جار ليرافقك". برامج ومبادرات للمساعدة في تعزيز النشاط البدني ورغم عدم إحراز مبادرة "EIM" تقدماً في عيادة الطبيب، فقد تمّ إنشاء العديد من البرامج والمبادرات والوصفات الطبية لمساعدة الأشخاص خارج نطاقها. تُضمّن مبادرة "EIM" التمارين الرياضية في الحرم الجامعي الآن، من خلال برنامج يساعد الكليات والجامعات على تعزيز وتقييم النشاط البدني بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والموظفين. وشارك في البرنامج إلى الآن، أكثر من 200 مدرسة أميركية وأكثر من 20 مؤسسة تعليمية دولية. وهناك أيضاً مبادرة "التحرك خلال مرض السرطان"، وهي أول مبادرة متصلة بمرض محدد ضمن مبادرة "EIM"، تساعد في برامج التمارين وإعادة التأهيل لأولئك الذين يعانون من السرطان، وفي المرحلة التي تلي العلاج. وأظهرت الأبحاث أنّ معظم الأشخاص الذين يمارسون النشاط البدني أثناء علاج السرطان لديهم آثار جانبية أقل حدّة، كما أنهم يشعرون بالتحسن بسرعة أكبر بعد العلاج، وفي بعض الحالات، يكون لديهم خطر أقل لعودة السرطان. وأكّد غيرين لايلز، المدرب الشخصي المعتمد في نيويورك، على أنّ العديد من الشركات في المدينة تواصلت معه لإعطاء دروس اللياقة البدنية لموظفيها، وكانت الفائدة ملموسة. وقال لايلز: "من الجيد دوماً توحيد الناس لممارسة التمارين الرياضية"، مضيفاً أنه "يمكن أن يلهم هذا الأمر الناس لتولّي مسؤولية لياقتهم البدنية.. سيكون أمراً رائعاً لو استثمرت الشركات في اللياقة البدنية، وأنشأت المدارس برامج وفعاليات للطلاب وحتى لأولياء الأمور، وروّجت وسائل الإعلام والأفلام للنشاط البدني". |