بعد ثلاث سنوات من النقاشات ونحو 24 ساعة متواصلة من الاجتماعات داخل منظمة الصحة العالمية، أعضاء المنظمة يتوصلون إلى اتفاق مبدئي بشأن الوقاية من الأوبئة والاستعداد والاستجابة لها، ومنح موافقتهم النهائية عليه في أيار/مايو المقبل. توصل أعضاء منظمة الصحة العالمية، أمس السبت، إلى اتفاق بشأن كيفية التعامل مع الأوبئة المستقبلية، بعد ثلاث سنوات من المناقشات، وفق ما أفادت آن كلير أمبرو، الرئيسة المشاركة لهيئة التفاوض، وبحسب ما ذكرت وكالة (فرانس برس). والت أمبرو، السفيرة الفرنسية للصحة العالمية: "لقد توصلنا إلى اتفاق مبدئي"، و"سيتعين على الدول الأعضاء الموافقة على النسخة النهائية". وأضافت أنّ المندوبين سيجتمعون الثلاثاء المقبل، في جنيف لوضع اللمسات الأخيرة على نص تاريخي بشأن "الوقاية من الأوبئة والاستعداد والاستجابة لها ومنح موافقتهم النهائية عليه". يتطلّب إقرار النص موافقة نهائية من جميع الأعضاء خلال جمعية الصحة العالمية التي ستعقد في جنيف في نهاية أيار/مايو المقبل. وقد لاقى هذا الاختراق الذي جاء بعد جلسة نقاش مطوّلة امتدت لنحو 24 ساعة، ترحيباً حاراً من المندوبين استمر عدة دقائق. وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس للمندوبين وعلى موقع المنظمة عبر منصة "إكس": "هذه إشارة جيدة للغاية.. أنتم جزء من تاريخ مذهل قيد الصنع". وأضاف تيدروس الذي بقي مع المندوبين طوال الليل من دون نوم، أثناء التوصل إلى اتفاق: "هذه هدية جيدة لأطفالنا وأحفادنا" وقبل يومين، وجّه غيبرييسوس، ، تحذيراً من احتمال ظهور جائحة جديدة شبيهة بجائحة "كوفيد-19". ونقلت وسائل إعلام غربية، مساء الثلاثاء الماضي، عن غيبرييسوس أنّ "هذا الخطر لم يعد نظرياً بل يمثّل "حتمية وبائية" يجب الاستعداد لها عاجلاً وليس آجلاً" وجاءت تصريحات غيبرييسوس خلال افتتاح الدورة الثالثة عشرة للهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتفاوض على إعداد اتفاقية دولية للوقاية من الجوائح، والتي أفاد خلالها بأنّ العالم لا يزال معرّضاً لظهور جائحة جديدة في أيّ وقت. ماكرون يرحب بالاتفاق ومن جهته، رحّب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالاتفاق أيضاً. وقال ماكرون في منشور له على منصة (إكس): "مع الاتفاق المبدئي على معاهدة بشأن الأوبئة، يعمل المجتمع الدولي على إنشاء نظام جديد لحمايتنا بشكل أفضل". وكشفت عدة مصادر لوكالة (فرانس برس) أنّ إحدى نقاط الخلاف الرئيسية تكمن في الفقرة الحادية عشرة التي تتناول نقل التكنولوجيا لإنتاج المنتجات الصحية المتعلقة بالأوبئة، وخصوصاً لصالح البلدان النامية. هذه القضية كانت موضع خلاف خلال جائحة (كوفيد-19)، واشتكت الدول النامية حينها من تخزين الدول الغنية جرعات اللقاح والاختبارات. وتُعارض العديد من البلدان التي تشكل فيها صناعة الأدوية فاعلاً اقتصادياً رئيسياً فكرة النقل الإلزامي للتكنولوجيا، وتصرّ على أن يكون طوعياً. وقال أحد المندوبين إنّ "هذه النقطة تمّ حلها، لكن النسخة الأخيرة من النص لم تكن متاحة حتى بعد ظهر أمس السبت". ويُشار إلى أنّ الولايات المتحدة غابت عن المحادثات، بعدما قال الرئيس دونالد ترامب، لدى عودته إلى البيت الأبيض، إنّ بلاده "ستنسحب من منظمة الصحة العالمية". وفي 24 كانون الثاني/يناير الماضي، أعلنت منظّمة الصحة العالمية عن تجميد التوظيف وتعليق الاستثمارات وتقليص السفر غير الضروري لموظفيها ردّاً على قرار ترامب بإخراج الولايات المتحدة من المنظّمة. وكانت منظّمة الصحة العالمية عبّرت عن أسفها لعزم ترامب، انسحاب بلاده من المنظّمة، بعد اتهامها بخداع الأميركيين، وأكّدت أنها "تؤدّي دوراً حاسماً في حماية صحة وأمن شعوب العالم، بمن في ذلك الأميركيين". |