الجمعة 3/5/2024  
 تراثيات رمضانية متجدّدة مع التمسك بالأصالة في طرابلس اللبنانية

تراثيات رمضانية متجدّدة مع التمسك بالأصالة في طرابلس اللبنانية
أضف تقييـم
ترافق رمضان مع ظاهرة تتعلّق بالسحور، وتنبيه الناس على الاستيقاظ بغية تناول آخر وجبة قبل بدء ساعات الصوم، وهي المسَحِّر، شخص يجوب الليالي في الشوارع، يدعو النيام إلى الاستيقاظ: "يا نايم وحّد الدايم"، و"قوموا على فطوركم، جايي النبي يزوركم".
يترافق حلول شهر رمضان الكريم  في مدينة طرابلس اللبنانية، شمالي البلاد، مع العديد من المظاهر المختلفة عن أيام السنة العادية، ويبدأ الناس بالاستعداد للدخول في مرحلة الصوم يوماً قبل بدئه، فيما يسمى الوداع للأيام العادية، لأن للصوم رهبة، وقساوة مفترضة، ففي جوهره تعوّد على الخشونة، والجوع، وتحسّسٌ بآلام الفقراء، وخضوع النفس لقيم التطهر الروحي.
يبدأ الوداع بما يسمّى "السيران"، حيث يقصد المؤمنون الحقول والبساتين، يمضون نهاراً من الرفاهية، والاسترخاء استعداداً للدخول بقساوة الصوم، بانتظار إعلان رؤية هلال رمضان عند الغروب، وإذا   لم يثبت بدء الشهر، أعادوا الكرّة في اليوم التالي. 
عند ثبوت رؤية الهلال، وإعلانه من المراجع الرسمية المختصة، اعتاد الناس أن يسمعوا دوي 21 طلقة مدفعية خلبيّة (خادعة)، فيعرف الجميع أن الإمساك سيبدأ بعد سحور ذلك المساء.
قبل السحور بساعة تقريباً، يطلق المدفع طلقة واحدة تنبيهاً للنيّام بمعرفة دنوّ الإمساك، فيستيقظون لتناول حاجتهم، وبعد نحو ساعة، يطلق المدفع طلقة أخيرة إيذاناً ببدء ساعة الصوم.
تتكرر ضربات المدفع عند غروب ذلك اليوم بطلقتين إيذاناً بالفطور. وهكذا يستمرون كل أيام الشهر الفضيل، إلى أن يقترب اليوم التاسع والعشرين أو الثلاثين، فينتظر الجميع إعلان نهاية الشهر عند التماس هلال الشهر التالي، فيطلق مدفع رمضان 21 طلقة، تأكيداً لانتهاء الصوم، والعودة إلى الحياة العادية.
عدد المشـاهدات 141   تاريخ الإضافـة 31/03/2024 - 11:31   آخـر تحديـث 03/05/2024 - 14:42   رقم المحتـوى 24825
 إقرأ أيضاً