سيرة النبي الأكرم(ص) لولادة الرسول الأكرم محمّد (صلى الله عليه وآله) وقدومه المبارك إلى هذه الدنيا بركات لا حصر لها، وسنذكر فيما يلي بعضاً منها لولادة الرسول الأكرم محمّد (صلى الله عليه وآله) وقدومه المبارك إلى هذه الدنيا بركات لا حصر لها، وسنذكر فيما يلي بعضاً منها: تزلزل أعلام الشرك وعبادة الأصنام إنّ ما جاء في الآثار والتواريخ حول تصدّع شرفات بلاط (قباب) كسرى وتزلزل أعلام عبادة الأصنام والشرك في كافّة أنحاء الدنيا - فيما إذا كانت هذه الآثار قطعية - لعلّه يكون ظهورًا للقدرة الإلهيّة، للإعلان الرمزي عن حضور هذه القوّة التي ستقضي على جذور الظلم والفساد وتطهّر العلم من الخرافة وتخلّص الحضارة من الفساد[1]. لقد أرسل الله تعالى إلى عالم الوجود الذخيرة الإلهيّة الكبرى أي الوجود المقدّس للرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)، فكان منطلقًا إلى مرحلة حسّاسة بداية مرحلة أساسيّة في مصير البشريّة. ولقد جاء في شأن آيات (علامات) ولادة الرسول أنّه عندما ولد ذاك العظيم، تهدّمت شرفات إيوان كسرى، وانطفأت نيران معبد آذركشسب الذي بقي مشتعلًا مدة قرون وجَفّت بحيرة ساوة التي كان يعتبرها بعض الناس في ذاك الزمان مقدّسة، وهُدِّمت الأصنام التي كانت معلّقة حول الكعبة[2]. إنّ هذه الإشارات الرمزيّة والظاهريّة بالكامل، تشير إلى اتّجاه الإرادة والسنّة الإلهيّتين في إسباغ خلعة الوجود على هذا الموجود العظيم، وهذه الشخصيّة الرفيعة والفريدة. معنى هذه الأحداث الرمزيّة هو أنّه مع هذا القدوم المبارك، هو حتميّة طيّ بساط الذلّ عن البشريّة، سواء كان ذلك (الذلّ) من خلال حاكميّة الجبّارين والحكّام المستبدّين - من قبيل ما كان يجري آنذاك في إيران وروما القديمة - أو كان وليد عبادة غير الله. وعلى يدي هذا المولود المبارك، لا بدّ أن تتحرّر البشريّة من قيود الظلم الذي فرضه حكّام الجور على المظلومين من البشر طوال التاريخ، ومن قيود الخرافات والعقائد الباطلة والمذلّة التي جعلت الإنسان خاضعًا ذليلًا أمام الموجودات الأدنى منه أو في مقابل أفراد البشر الآخرين. لذلك جاء في الآية القرآنيّة في باب بعثة النبيّ الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم)، قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا﴾[3] إنّ عبارة ﴿لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ﴾ ليست خاضعة لحدّ (لتحديد) زماني، بل تشير إلى الوُجهة. يجب أن تتحرّك البشريّة بعد هذه الحادثة نحو الحريّة المعنوية والاجتماعيّة والحقيقيّة والعقلانيّة. لقد بدأ هذا العمل، وإنّ استمراره يكون بأيدينا نحن البشر. وهذه سُنّة أخرى في عالم الخلق[4]. نزول الرحمة الإلهيّة على البشر إنّ هذه الولادة العظيمة، هي ولادة أرقى نماذج الرحمة الإلهيّة للبشريّة، لأنّ وجود ذاك العظيم وإرسال هذا النبيّ الكبير، هو رحمة الحقّ تعالى على العباد. وينبغي على البشريّة إدراك أنّ هذه الرحمة، هي رحمة غير منقطعة، بل هي رحمة مستمرّة[5]. حركة المسلمين نحو التكامل ليس بمقدور أيّ إنسان بيان أبعاد شخصيّة النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) بنحو ٍكامل وتقديم صورة قريبة من الواقع عن شخصيّة ذاك العظيم... إنّ ما نعرفه ونعلمه عن من اختاره واصطفاه إلهُ العالم وطليعة الأنبياء على امتداد التاريخ، هو ظلٌّ وشبحٌ للوجود المعنوي والباطني والحقيقي لذاك العظيم، إلّا أنّ هذا المقدار من المعرفة يكفي المسلمين لضمان استمرار حركتهم نحو الكمال ولصيرورة قمّة الإنسانيّة وأوجّ التكامل البشري أمامهم ويشجّعهم على التحرّك نحو الوحدة الإسلاميّة والاجتماع حول ذاك المحور. بناءً على ما تقدّم، نوصي كافّة المسلمين في العالم، بزيادة العمل حول أبعاد شخصيّة الرسول وحياته وسيرته وأخلاقه والتعاليم المأثورة والمنصوصة عن ذاك العظيم[6]. الميل إلى الإسلام ... هناك الكثير من البشر في العالم، ممّن إذا ما عرفوا رسول الإسلام بالقدر الذي عرفه المسلمون، أو حتّى أقلّ من ذلك - أي إذا ما تجلّى من تلك الشخصيّة النورانيّة في قلوبهم - فسيكون ذلك ضامنًا لعقيدتهم والتزامهم بالإسلام. يجب أن نعمل على هذه المسألة. وحدة المسلمين لقد كان وجود نبيّ الإسلام الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)، أكبر عامل للوحدة في كافّة العصور الإسلاميّة واليوم يمكنه أن يكون كذلك، لأنّ عقيدة آحاد المسلمين بذاك الوجود الأقدس العظيم، توأم للعاطفة والعشق، لذلك كان ذاك العظيم، مركز ومحور العواطف والعقائد عند كافّة المسلمين. وهذه المحوريّة، من إحدى موجبات استئناس قلوب المسلمين وتقريب الفرق الإسلاميّة بعضها من بعض |