تعتمد هذه التقنية الرائدة على تصوير البرق بسرعة 120 إطاراً في الثانية، ما يسمح بتجميد اللحظات العابرة التي يضيء فيها البرق السحب من الداخل بتوهج بنفسجي ساحر. أرسل رواد محطة الفضاء الدولية مشاهد استثنائية لإحدى أكثر الظواهر الطبيعية إثارة من على ارتفاع 400 كيلومتر فوق سطح الأرض. ومن خلال تقنية تصوير متطورة، نجح الطاقم الحالي للمحطة في توثيق هذه الظاهرة الجوية من زاوية غير مسبوقة. والتقطت رائدة الفضاء آن مكلين وزميلتها نيكول آيرز، العضوان في بعثة "إكسبيديشن 73"، سلسلة من الصور المذهلة لعواصف برق شديدة باستخدام تقنية تصوير طورها رائد "ناسا" المخضرم دون بيتيت. وقد تمّت عمليات الرصد من ارتفاع يصل إلى 400 كيلومتر فوق سطح الأرض، ما وفّر منظوراً فريداً لهذه الظاهرة الطبيعية. وتعتمد هذه التقنية الرائدة على تصوير البرق بسرعة 120 إطاراً في الثانية، ما يسمح بتجميد اللحظات العابرة التي يضيء فيها البرق السحب من الداخل بتوهج بنفسجي ساحر. وهذه المشاهد لا تقدم لقطات مذهلة فحسب، بل تفتح نافذة جديدة لفهم أفضل لآلية عمل البرق. فمن هذا الارتفاع الشاهق، ويمكن رصد تفاصيل مخفية عن المراقبين الأرضيين، تماما كما حدث مع اكتشاف "النفاثات الزرقاء" الغامضة التي تتجه صعودا نحو الفضاء. لغز للعلماء وتكمن أهمية هذه الملاحظات الفضائية في قدرتها على كشف التفاعلات المعقدة بين البرق والطبقات العليا من الغلاف الجوي والتي ما تزال تشكل لغزاً للعلماء. فبالإضافة إلى قيمتها الجمالية، توفر هذه الصور بيانات حيوية عن مسارات الإلكترونات عالية الطاقة المنبعثة أثناء العواصف الرعدية، والتي قد تشكل خطراً على الأقمار الصناعية والمركبات الفضائية. بدء ظاهرة فلكية نادرة تتكرر 13 مرة كل 100 عام ويأمل العلماء أن تساهم هذه الملاحظات الفضائية في كشف النقاب عن العديد من الألغاز المتعلقة بتكون البرق وآلية عمله، خاصة فيما يتعلق بتفاعلاته مع الطبقات العليا من الغلاف الجوي التي يصعب دراستها من سطح الأرض. |