الإثنين 12/5/2025  
 "عم اسمعك".. مبادرة للخروج من الأزمات النفسية

"عم اسمعك".. مبادرة للخروج من الأزمات النفسية
أضف تقييـم
لا تغفلوا أن الصحة النفسية لا تقل أهمية عن الصحة البدنية، لذا أطلبوا المساعدة، بوحوا، تحدثوا، عبّروا، " فضفضوا" لمن ترونه مناسباً ومريحاً، لا بل مختصاً بكل ما هو نفسي وفق المنظمات الإنسانية.. من هنا كانت حملة "عم اسمعك" الرائدة في هذا المضمار.
هل تدركون معنى الصحة النفسية؟ هل يفقه البعض أن التوتر  والاكتئاب و ما نسميه في حياتنا بـ "الستريس" (Stress) قد يفضي إلى عواقب لا تحمد عقباها.
هل تعرفون أن  إدراك أن الصحة النفسية لا تقل أهمية عن الصحة البدنية، تواصلوا مع أنفسكم،  أطلبوا الساعدة، بوحوا، تحدثوا، عبّروا، " فضفضوا" لمن ترونه مناسباً ومريحاً، لا بل مختصاً بكل ما هو نفسي..
الوحدة قد تجرّ إلى منحدرات لا تعرف مآلاتها، فلا تترددوا في طلب الرفد الصحي النفسي المطلوب،لا تجعلوا انفسكم أسرى قضبانٍ شخصية وهمية!
تفرد منظمة "اليونيسف" مساحة للحديث عن هذه المشكلة التي تتفاقم في عالمنا، وخاصة في الدول التي تعيش أزمات واضطرابات وحروب، فتقول "إن تعزيز الصحة النفسية والعناية بها لا يقل أهمية عن العناية بالصحة الجسدية، بل يُعتبر مكملّاً لها. نحن كأفراد نمرّ بالعديد من الضغوطات الحياتية والمجتمعية والاقتصادية والعاطفية التي تولّد الإرهاق والتوتر والاكتئاب، والتي جميعها تلعب دوراً كبيراً في صحتنا النفسية. وتؤثر حالتنا النفسية على الأنشطة اليومية والتواصل الاجتماعي مع العائلة والأصدقاء والمجتمع،تعرّفوا هنا على بعض المؤشرات التحذيرية والأعراض المبكرة لحالات الصحة النفسية. 
حملة إنسانية: "عم اسمعك"
وفي السياق، وعبر خطوة هامة تهدف إلى تعزيز الوعي بأهمية الدعم النفسي والصحة النفسية في المجتمعات العربية، أعلنت "مدّربة الحياة" الأخضائية اللبنانية ناريمان برق عن انطلاق حملة "عم اسمعك"، وهي مبادرة تهدف إلى خلق مساحة آمنة للبوح والتعبير، بعيداً عن أي وصفة أو تصنيف طبي وحكم علني.
حملة برق تأتي بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان وغزة وفلسطين وغيرها، وما خلفّته من حالات نفسية واضطرابات سلوكية لدى الكبار والصغار، فالحروب تؤثر  على الصحة النفسية للإنسان، بما ينتج عنها من اضطرابات نفسية وعقلية قد تمتد لفترات زمنية طويلة، والتي قد ينتقل أثرها من جيل إلى آخر.
فقد يتعرّض الشخص للصدمة النفسية (Posttraumatic Stress) التي تجعله في حالة ذعر وخوف حتى في الحالات التي يكون فيها آمناً خاصة في ظل حالة الحرب واستهداف المدنيين الأبرياء، وغالباً يصاب الشخص بهذه الحالة في إثر تعرّضه لموقف صعب، مثل:  حالات الحرب، أو بعد موت شخص عزيز
مساحة آمنة للكلام والدعم..
تقول برق "عم_إسمعك هي حملة إنسانية تخلق مساحة آمنة للكلام، للدعم النفسي، وللتنفيس عن ضغط الحياة، خاصة بعد الحروب التي تركت أثراً كبيراً في حياة الكثيرين، وهي توفر الدعم العاطفي والعقلي للعائلات التي فقدت أحد أفرادها في الحروب، ولكل شخص مر بتجربة قاسية ويحتاج لمن يسمعه".
كذلك "تهدف الحملة إلى تأمين الاستماع والدعم المعنوي لكل من يشعر بالضغط، القلق، أو الغضب، من دون أن يكون هناك توصيف مرضي مباشر أو استباحة خصوصية من قِبل أي معالج. بل تعتمد الحملة على تقديم جلسات دعم نفسي بأسعار مدروسة ومتاحة للجميع، ما يجعلها أقرب لكل شخص بحاجة إلى مساحة يسمع فيها حاله، ويلاقي فيها من يسمعه بصدق وبدون أحكام".
وتؤكد برق في حديثها أن "الدعم النفسي ليس ترفاً ولا رفاهية، بل هو أساس لبناء حياة متوازنة ومستقبل أوضح".
برق: خطوة صغيرة  نحو راحة نفسية أكبر
تشجّع الحملة على اتخاذ خطوة صغيرة اليوم نحو راحة نفسية أكبر، وإعادة بناء الصحة النفسية كأولوية يومية، من خلال جلسات ممنهجة، مدروسة، وملائمة لكل فرد بحسب احتياجه، وهي  متاحة عبر منصات إلكترونية وبإشراف فريق متخصص، مع التزام كامل بالسرية.
تقول اللجنة الدولية للصليب الأحمر  إنه "لا بد أن تكون الصحة النفسية والاحتياجات النفسية والاجتماعية للأشخاص الذين يعيشون في مناطق النزاع جزءً من الاهتمام المتزايد بالصحة النفسية في جميع أنحاء العالم".
ومنذ تعيين أول مستشار للصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي باللجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية) عام 2007، عملت اللجنة الدولية على ضمان حصول الأشخاص المتضررين من جراء النزاع وحالات العنف الأخرى على رعاية صحية نفسية تلبي المعايير المعترف بها عالمياً.
ويمثل اليوم العالمي للصحة النفسية في 10 تشرين الأول/ أكتوبر من كل عام فرصة لتسليط الضوء على ما يجب تجنّب قوله عند الحديث عن الصحة النفسية.
وفي سياق ما تنصح به "اليونيسف" تعرّفوا على بعض المؤشرات التحذيرية والأعراض المبكرة لحالات الصحة النفسية. 
 إدراك أن الصحة النفسية لا تقل أهمية عن الصحة البدنية
تُعتبر الصحة النفسية جزءاً من حياتنا اليومية التي قد تتراوح مخاوفها التي يواجهها الجميع، من قلق يومي إلى حالات خطيرة طويلة الأمد (خاصة بعد الأزمات والحروب). غالباً ما يشعر الأفراد الذين يُعانون من صحتهم النفسية بالوحدة، حيث أنهم يسعون للبحث عن طرق للحصول على السعادة والثقة بالنفس للتغلب على الحالات المتعلقة بصحتهم النفسية مثل الاكتئاب. تنتشر هذه الحالات بشكل كبير بين الشباب، حيث يواجهون ضغوطات اقتصادية كالبطالة وضغوطات اجتماعية وعائلية كالزواج وتأسيس أسرة.
الإدراك بأنكم لستم وحدكم تعانون من حالات متعلقة بالصحة النفسية وشعوركم بأنه أمر صحيّ، سيحفزكم على البحث عن الدعم النفسي الذي تحتاجونه وسيمكنكم حتى من مساعدة صديق مكتئب أو حزين.
 الإحسان: كونوا لطفاء مع أنفسكم ومع الآخرين
الإحسان هو الخطوة الأولى التي يمكنكم اتخاذها بحق أنفسكم لجعلها بحالٍ أفضل. لا تلوموا أنفسكم بسبب الظروف وكونوا لطفاء نحو أنفسكم.
كما أظهروا تعاطفكم مع الآخرين وقدّموا المساعدة لهم وكونوا لطفاء معهم أيضاً، سيشعركم ذلك بطمأنينة وراحة وسيؤثر على مزاجكم ومزاج الآخرين بطريقة إيجابية، وهذا بدوره سيخلق بيئة صحية لكم ولراحة بالكم.
 البحث عن الأدوات المختلفة لدعم الصحة النفسية
هناك العديد من الأدوات والمصادر المتوفرة لمساعدتكم على الاسترخاء والتركيز، كما توجد بعض المنصات الإلكترونية المُعتمدة التي تقدّم شبكة واسعة من مقدّمي الرعاية الصحية ومختصي الصحة النفسية المعتمدين.
 احموا صحتكم النفسية من محتوى وسائل التواصل الاجتماعي السلبي
يُظهر الجميع على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي أسلوب حياة قد يكون بعيداً كل البُعد عن الحقيقة، وقد يُصبح الأمر مرهقاً ومثيراً للقلق والتوتر عندما يبدأ مختلف الأشخاص بمقارنة حياتهم وواقعهم بما يرونه على منصات التواصل الاجتماعي.
 خبيرة للميادين نت: هكذا نتخطى الآثار النفسية للحرب والأخبار الكاذبة
لذلك، من المهم جداً حماية صحتكم النفسية عند الشعور بالإحباط عن طريق أخذ استراحة من الأخبار السلبية لفترة وجيزة والبُعد عن منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بكم والتوقف عن المقارنة بالآخرين. وبدل الانشغال على حساباتكم على صفحات "السوشال ميديا"، قوموا بممارسة أنشطة مختلفة لتساعدكم على الاسترخاء والتركيز، مثل القراءة والمشي والتحدّث مع صديق مقرّب.
  تواصلوا مع أنفسكم وعيشوا اللحظة
كونوا حاضرين في اللحظة الحالية وركّزوا على ما تقومون به بدلاً من التفكير الزائد بالمستقبل والماضي. تعلّموا مهارات جديدة لتنمية شخصيتكم ومارسوا اليقظة لكي تساعدكم على التركيز بالحاضر من دون مقاطعة أنشطتكم بأفكار متشتتة. حاولوا الابتعاد عن مصادر الإلهاء وأن تركّزوا على صحتكم النفسية، وأعيدوا إشعال شغفكم بهواياتكم وتحدّثوا عن مشاعركم مع شخص تثقون به. هكذا، وخطوة بخطوة ستتعلمون أن تكونوا سعداء حتى عندما تكونوا بمفردكم مع أفكاركم.
قوموا بهذه الخطوات للاسترخاء والتخلّص من التوتر
إذا كنتم تشعرون بالغضب أوالقلق أوالحزن، فهذه جميعها مشاعر طبيعية جداً. تقبّلوا مشاعركم مهما كانت ولا تقسوا على أنفسكم بل اسمحوا لها الشعور بهذه المشاعر كما هي.
 أطلبوا المساعدة
إذا شعرتم بالعجز أو الإرهاق، لا تترددوا في طلب المساعدة من أخصائي الصحة النفسية أو مقدّمي الرعاية الصحية النفسية، واعلموا أن طلبكم للمساعدة سواء من المختصين أو من شخص تثقون به ما هو إلّا دلالة على قوتكم، وذلك لأنكم أبديتم اهتمامكم بأنفسكم وبصحتكم النفسية.
وفي الختام نورد ما تقوله مستشارة الصحة النفسية نور الصمادي "رسالتي للشباب الذين يعانون من الصحة النفسية وضغوط الحياة: لا تتردوا في طلب المساعدة من مختصي الصحة النفسية أو أشخاص تثقون بهم. كونوا بخير وفضفضوا."
عدد المشـاهدات 27   تاريخ الإضافـة 10/05/2025 - 11:09   آخـر تحديـث 12/05/2025 - 14:12   رقم المحتـوى 27588
 إقرأ أيضاً