الجمعة 9/5/2025  
 الإمام الرضا (عليه السلام) في عصور خلفاء بني العباس

الإمام الرضا (عليه السلام) في عصور خلفاء بني العباس
أضف تقييـم
الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام)
عاصر الإمام الرضا عليه السلام خلال فترة إمامته المباركة الّتي استمرّت عشرين سنة عدداً من خلفاء بني العبّاس وهم هارون الرشيد لمدّة عشر سنوات (183 ـ 193هـ) ومن بعده ولداه الأمين والمأمون.
عاصر الإمام الرضا عليه السلام خلال فترة إمامته المباركة الّتي استمرّت عشرين سنة عدداً من خلفاء بني العبّاس وهم هارون الرشيد لمدّة عشر سنوات (183 ـ 193هـ) ومن بعده ولداه الأمين والمأمون.
الإمام عليه السلام في عصر هارون الرشيد
بعد استشهاد الإمام الكاظم عليه السلام سنة 183هـ وتسلّم الإمام الرّضا عليه السلام الإمامة عانى الكثير من ظلم هارون، ولكن لم يظهر منه أيّ تصدٍّ علنيّ لمنصب الإمامة، ولم يسجّل له أيّ حضور في المجالس والمحافل العامّة، وذلك لأسباب متعدّدة منها الوصيّة الّتي ركّز فيها الإمام الكاظم عليه السلام على أنّ إظهار ابنه الإمام عليه السلام للإمامة سيكون بعد أربع سنوات من استشهاده أي سنة 178هـ. وذلك لإدراك الإمام الظروف القاسية التي ستمرّ بها الأمّة في ذلك الوقت.
وبالفعل في سنة 187هـ تصدّى الإمام لمنصب الإمامة علناً، ولذلك قال له محمّد بن سنان: لقد شهرت بهذا الأمر - الإمامة - وجلست في مكان أبيك بينما سيف هارون يقطر دماً. فقال الإمام عليه السلام: "إنّ الّذي جرّأني على هذا الفعل قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: لو استطاع أبو جهل أن ينقص شعرة من رأسي فاشهدوا بأنّي لست نبيّاً وأنا أقول: لو استطاع هارون أن ينقص شعرة من رأسي فاشهدوا بأنّي لست إماماً"[1].
وبالفعل توفّي هارون سنة 193هـ. ودُفن في مدينة طوس.
الإمام عليه السلام في عصر الأمين
إنّ شخصيّة الأمين كما تصفها بعض الكتب كانت شخصيّة مستهترة، يقول بعض الكُتّاب "قد كان قبيح السيرة ضعيف الرأي، سفّاكاً للدماء يركب هواه، ويهمل أمره، ويتّكل في جليلات الأمور على غيره"[2].
وقد احتدم الصراع بين الأمين والمأمون والّذي أدّى في نهاية المطاف إلى الإطاحة بحكم الأمين وقتله.
وقد استغلّ الإمام عليه السلام هذه الأوضاع، وصبّ جهوده على بناء الجماعة الصالحة ونشر المفاهيم الإسلاميّة الصحيحة في المجتمع الّذي عانى الكثير من المجون والفساد والانحراف الفكريّ.
الإمام عليه السلام في عصر المأمون
المأمون رجل ذكيّ، وهذا ما يمكن أن نفهمه من إسناد ولاية العهد إلى الإمام عليه السلام. وحقّاً يجب القول إنّ سياسة المأمون كانت تتمتّع بتجربة وعمق لا نظير له، لكن الطرف الآخر الّذي كان في ساحة الصراع كان الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السلام وهو نفسه الّذي كان يحوّل أعمال المأمون وخططه الذكيّة والممزوجة بالشيطنة إلى أعمال بدون فائدة ولا تأثير لها، وإلى حركات صبيانيّة كما سنرى في الكلام عن ولاية العهد. وهناك عدّة شواهد على هذه الشيطنة، ففي عصره كان يتمّ ترويج العلم والمعرفة بحسب الظاهر، وكان العلماء يُدعَون إلى مركز الخلافة، ويبذل المأمون الهبات والمشجّعات للباحثين، وذلك لإعداد الأرضيّة لانجذابهم نحوه، وعلاوة على هذا فقد حاول جذب الشيعة وأتباع الإمام عليه السلام إليه من خلال القيام ببعض الأعمال، فمثلاً كان يتحدّث عن عدّة أمور منها:
أ- أنّ الإمام علياً عليه السلام أكثر أهليّة وأولى بالخلافة بعد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم.
ب- جعل لعن معاوية وسبّه أمراً رسميّاً.
ج- أعاد للعلويّين ما غُصب من حقّ السيّدة الزهراء عليها السلام في فدك.
وبالنتيجة كان يبذل قصارى جهده لإرضاء الناس حتّى يستطيع بسهولة الاستقرار على مركب الخلافة.
عدد المشـاهدات 37   تاريخ الإضافـة 07/05/2025 - 11:07   آخـر تحديـث 09/05/2025 - 10:32   رقم المحتـوى 27569
 إقرأ أيضاً