تنفذ شركة "كاتاليست ماينز" الكندية، حالياً مرحلة متقدمة من الاستكشاف في المغرب عبر برنامج حفر يشمل 20 بئراً بعمق إجمالي يبلغ 4 آلاف متر، استعداداً لإعداد تقديرات موارد وفق المعايير الدولية. يمتلك المغرب 75% من احتياطي الفوسفات في العالم، ويحتل المرتبة الثالثة عالمياً في إنتاجه. كذلك هناك المعادن الأخرى المستخرجة مع معدل إنتاج متسارع وهي الباريت والطين والكوبالت والنحاس والفلورسبار وخام الحديد والرصاص والملح والفضة والتلك والزنك. كما أن إنتاج الفضة والرصاص في المغرب هو الأعلى في أفريقيا. وصناعة التعدين في المغرب مهمة للاقتصاد الوطني. بحيث أسهمت بنسبة تصل إلى 35% من الصادرات و 5% من الناتج المحلي الإجمالي. ووجد المستثمرون الأجانب أن مناخ الاستثمار، والبنية التحتية، والوضع المالي، والاستقرار السياسي مواتية للغاية، لمواصلة الأعمال في البلاد في هذا القطاع. والجدير بالذكر هنا، أن للمغرب تاريخاً قديماً في استخراج المعادن لتعزيز اقتصاده. تطورت الدراية الفنية في وقت مبكر، ولا سيما في صناعة النحاس وصناعة الصلب، والتي انتشرت في إسبانيا وجنوب فرنسا إلى أوروبا. في عام 1920، جرى الإبلاغ عن استخراج المعادن في الريف بمنطقة مليلية، حيث كان هناك ثلاثة مناجم للحديد إضافة إلى الرصاص وخام الزنك. كان أهمها Compañía Española de Minas del Rif SA، حيث تعمل على كتل سطحية كبيرة من الهيماتيت المرآوي. وحصلت شركة سيتولازار، التي تعمل في منجم نافاريتي، على امتياز واسع يقدّر احتواؤه على أكثر من 4 ملايين طن من خام الحديد. بلغ إنتاج شركة Compania Norte Africano شهرياً 200 طن من خام الرصاص من الجيوب القريبة من السطح، إضافة إلى الكالامين الذي يقدر احتواؤه على 40% من الزنك. وجرى تسجيل ترسبات الهيماتيت المرآوي والداكن غرب مليلية، في حدود 5–6 كيلومترات (3.1–3.7 أميال) من البحر. ولوحظ وجود الهيماتيت البني في منطقة تطوان. زيارة متحف "ميم": المغرب في طليعة الدول العربية وإذا ما أردنا الاطلاع على ثروة المغرب المعدنية والجيولوجية، لا بد لنا من زيارة متحف "ميم" في بيروت الواقع في حرم الجامعة اليسوعية، وهو من أهم المتاحف العالمية التي تؤرخ لتاريخ وأمكنة تواجد المعادن الثمينة في العالم. هذا المتحف الذي أسسه رجل الأعمال اللبناني سليم إدة عام 1979، ويعرض أكثر من 2200 نوع من القطع المعدنية، تمثل 510 أنواع مختلفة من 75 دولة، وتأتي المغرب في مقدمة الدول العربية من ناحية نوعية المعادن والصخور. ويحوي المتحف إحدى أهم المجموعات الخاصة من المعدنيات في العالم، كما يستضيف المتحف معرضاً للأحفوريات البحرية من لبنان اكتشافات جديدة أعلنت شركة "كاتاليست ماينز" الكندية، المتخصصة في استكشاف وتطوير معادن الطاقة الحرجة، عن اكتشاف كنز معدني ضخم في إحدى الدول العربية، تزيد قيمته الأولية على 60 مليار دولار. وكشفت الشركة في بيان رسمي لها عن "تحقيق نتائج استكشاف مذهلة بمشروعها "أماسين" في منطقة سيروا في إقليم ورزازات جنوبي المغرب"، بحسب ما أفادت به وسائل إعلام مغربية. وبيّنت أن "نتائج عمليات الحفر السطحي أكدت تسجيل تركيزات عالية جداً من معدن الكروم، إلى جانب مؤشرات قوية لمعدني الكوبالت والنيكل"، ما اعتبرته الشركة محطة محورية في تطوير المشروع. وأوضحت الشركة الكندية أن "تركيزات الكروم بلغت ذروتها عند 270.35 ألف جزء في المليون، بمعدل وسطي بلغ 10.88 آلاف جزء في المليون عبر مختلف الخنادق المستكشفة، كما سجّل النيكل متوسطًا يقارب 1481 جزءاً في المليون، بينما بلغ متوسط الكوبالت 102 جزء في المليون". وقال الرئيس التنفيذي للشركة تايلر بوربي: "هذه النتائج استثنائية بكل المقاييس. حجم ونوعية تمعدن الكروميت يضعان المشروع في موقع تنافسي عالمي، خاصة مع الطلب المتزايد على المعادن الحيوية لصناعات الطاقة النظيفة والتصنيع والدفاع" مرحلة متقدمة من الاستكشاف وتنفّذ الشركة حالياً مرحلة متقدمة من الاستكشاف عبر برنامج حفر يشمل 20 بئراً بعمق إجمالي يبلغ 4 آلاف متر، استعداداً لإعداد تقديرات موارد وفق المعايير الدولية. وتشكّل معادن الكروم والكوبالت والنيكل مكونات أساسية في صناعات الفولاذ المقاوم للصدأ، والبطاريات، والنظم الدفاعية، فيما أكدت الشركة أن وجود هذه المعادن معاً في نظام معدني واحد يمثّل فرصة لتطوير مشروع تعدين متكامل وعالي الربحية. ويستند تمعدن المشروع، الذي يقع على بعد نحو 40 كلم من منجم بوا عزر الشهير، إلى مصفوفة صخرية من السيربنتينيت، وهو سياق جيولوجي ملائم لمشاريع تعدين مفتوحة واسعة النطاق، وقد كشفت الأعمال الميدانية عن عدسات كروميت عالية الجودة وهياكل جيولوجية توحي بامتداد التمعدن في العمق. الأهمية الاستراتيجية للمعادن تُعد هذه المعادن حيوية للصناعات المتقدمة والتحول نحو الطاقة النظيفة: 1. الكروم: يستخدم في إنتاج الفولاذ المقاوم للصدأ (85% من الاستخدام العالمي)، وهو أساسي في البناء، والسيارات، والفضاء. الطلب العالمي ينمو بمعدل 3-4% سنويًا. 2. الكوبالت: مكون رئيسي في بطاريات الليثيوم-أيون (60% من الطلب)، حيث يُتوقع أن يصل الطلب إلى 320,000 طن بحلول 2030 بسبب السيارات الكهربائية (وكالة الطاقة الدولية، 2024). 3. النيكل: يُستخدم في البطاريات (50% من الطلب بحلول 2030) والسبائك. الطلب العالمي قد يتجاوز 4 ملايين طن سنويًا بحلول 2030. وجود هذه المعادن معاً يجعل المغرب مركزاً محتملاً لتعدين وتصنيع مكونات الطاقة الخضراء، ما يعزز دوره في سلاسل التوريد العالمية. |