هاري كين يكسر نحس توتنهام أخيراً، محققاً لقبه الأول مع بايرن ميونيخ، مما يثير تساؤلات حول إخفاقات النادي اللندني. منذ سنوات، كان اسم هاري كين مرتبطاً بالأرقام القياسية في الدوري الإنكليزي الممتاز ومع المنتخب الإنكليزي، لكنه بقي دائماً بعيداً عن منصات التتويج. رغم تسجيله أكثر من 200 هدف في البريميرليغ، لم يتمكن قائد توتنهام السابق من رفع أي كأس مع النادي اللندني، ليبقى النجاح الفردي يطغى على مسيرته دون أن يتوّج بمجد جماعي. أمس، كسر كين نحسه أخيراً وتوج بلقب الدوري الألماني 2024-2025، محققاً أول بطولة في مسيرته. هذا الإنجاز يفتح الباب أمام تساؤلات كثيرة حول ما إذا كان توتنهام عقبة في طريق ألقابه، وكيف أصبح النادي اللندني أقرب إلى الإخفاق منه إلى النجاح. إخفاقات توتنهام في اللحظات الحاسمة إذا كان هناك شيء يميز تاريخ توتنهام الحديث، فهو الفشل في الحسم عندما يكون اللقب على المحك. رغم امتلاك الفريق لجيل مميز من اللاعبين، فإنه دائماً ما تعثر في اللحظات التي كانت تفصله عن المجد. أحد أبرز هذه الإخفاقات كان في نهائي دوري أبطال أوروبا 2019، حيث وصل توتنهام إلى أكبر مباراة في تاريخه بعد رحلة استثنائية، لكنه سقط أمام ليفربول بهدفين نظيفين، في ليلة بدت فيها الفرصة مثالية لتحقيق المجد الأوروبي. لم يكن هذا النهائي الأول الذي شهد سقوط السبيرز أمام عتبة النجاح. في نهائي كأس الرابطة 2015، كان الفريق قريباً من اللقب لكنه خسر أمام تشيلسي، ثم تكرر السيناريو في نهائي كأس الرابطة 2021، حين واجه مانشستر سيتي في لقاء لم يتمكن خلاله من تقديم أي رد فعل قوي، ليخسر بهدف نظيف ويواصل انتظاره الطويل لبطولة محلية كبرى. الحلم الضائع في الدوري الإنكليزي إلى جانب الإخفاقات في النهائيات، كان توتنهام قريباً من تحقيق لقب الدوري الإنكليزي في أكثر من مناسبة، لكن الفريق لم ينجح في الصمود حتى النهاية. أبرز هذه الفرص كانت في موسم 2015-2016، حين نافس بقوة وكان قريباً من خطف اللقب، قبل أن ينهار في الجولات الأخيرة ويفتح الباب أمام المفاجأة التاريخية التي حققها ليستر سيتي. استمر توتنهام بعد ذلك كمنافس قوي، لكنه لم ينجح في فرض نفسه كمرشح حقيقي للفوز بالبريميرليغ. كين.. هدّاف بلا ألقاب في إنكلترا رغم عدم تتويجه بأي لقب في إنكلترا، فإن هاري كين سجل أرقاماً مذهلة خلال مسيرته مع توتنهام، ليثبت أنه أحد أعظم المهاجمين في تاريخ الدوري الإنكليزي الممتاز. سجل كين 213 هدفاً في 320 مباراة، ليصبح ثاني أفضل هداف في تاريخ البطولة بعد آلان شيرر. كما أنه أول لاعب في تاريخ البريميرليغ يسجل 40 هدفاً أو أكثر بقدمه الضعيفة، و40 هدفاً أو أكثر برأسه، وهو إنجاز يعكس مهاراته التهديفية المتكاملة. إضافة إلى ذلك، تجاوز كين واين روني في قائمة الهدافين التاريخيين، رغم لعبه عدداً أقل من المباريات، كما أحرز 30 هدفاً من ركلات الجزاء بنسبة نجاح 88.2%، وهي أعلى من المعدل العام في الدوريات الأوروبية الكبرى. ورغم كل هذه الأرقام، بقي الإنجاز الجماعي غائباً عن مسيرته حتى لحظة مغادرته إلى ميونيخ. نجوم تألقوا بعيداً عن شمال لندن رحيل هاري كين وانضمامه إلى قائمة الأبطال ليس حالة فردية، بل هو جزء من نمط يتكرر. على مدار السنوات الماضية، شهد النادي رحيل العديد من اللاعبين الذين تمكنوا من تحقيق الألقاب بعد مغادرتهم. لوكا مودريتش وغاريث بيل غادرا إلى ريال مدريد وحققا دوري أبطال أوروبا، فيما وجد كايل ووكر طريقه إلى المجد مع مانشستر سيتي. ديميتار برباتوف انتقل إلى مانشستر يونايتد وحقق نجاحاً كبيراً، والآن، هاري كين ينضم إلى هذه القائمة بعد تتويجه بلقب الدوري الألماني مع بايرن ميونيخ. هل تتويج كين اليوم بداية لكسر نحس توتنهام؟ اليوم، أصبح هاري كين بطلاً للمرة الأولى في تاريخه، لكنه احتاج إلى الابتعاد عن توتنهام ليحقق هذا الإنجاز. هذا اللقب قد يكون مجرد بداية بالنسبة له، خاصة أن بايرن ميونيخ ينافس دائماً على الألقاب الأوروبية الكبرى. كين الآن بطل ألمانيا، لكنه اضطر لمغادرة توتنهام ليحقق حلمه الأول. ربما لم يكن النادي سبباً مباشراً في حرمانه من الألقاب، لكن المؤكد أن العديد من نجومه اكتشفوا أن المجد يمكن تحقيقه بعيداً عن شمال لندن. هل سيكون هناك يومٌ ينجح فيه توتنهام بالصعود إلى منصات التتويج، أم أن الإخفاقات ستبقى تطارده لسنوات قادمة؟ |