فضلاً عن تسجيل 1.6 مليون حالة وفاة في العام الماضي، فإنّ هذه الأرقام تعني أنّ عدد سكان اليابان انكمش بنحو 900 ألف شخص، بعد احتساب أرقام الهجرة. انخفض عدد المواليد في اليابان العام الماضي إلى أدنى مستوى منذ بدء تسجيل البيانات قبل 125 عاماً مع تفاقم الأزمة الديموغرافية في البلاد واستمرار فشل جهود الحكومة لعكس هذا الانخفاض. ووفق صحيفة "فايننشال تايمز"، فقد سجّلت اليابان 720,988 ولادة في عام 2024، بحسب أرقام حكومية أولية نشرت اليوم الخميس، وقد انخفض العدد على مدى 9 سنوات متتالية، ويبدو أنه لم يتأثّر إلى حد كبير بالحوافز المالية وغيرها من الحوافز الحكومية للأزواج المتزوجين لإنجاب المزيد من الأطفال. أدنى مستوى منذ عام 1899 ويمثّل الرقم لعام 2024 انخفاضاً بنسبة 5% عن العام السابق وأدنى مستوى منذ بدء التسجيل خلال عصر "ميجي" في اليابان عام 1899. وبالإضافة إلى تسجيل 1.6 مليون حالة وفاة في العام الماضي، فإنّ هذه الأرقام تعني أنّ عدد سكان اليابان انكمش بنحو 900 ألف شخص، بعد احتساب أرقام الهجرة. ولم تكن دراسة أجراها المعهد الوطني لبحوث السكان والأمن الاجتماعي عام 2011 تتوقّع أن ينخفض عدد المواليد إلى 720 ألفاً قبل عام 2039. دراسة استقصائية بالتوازي،أظهرت دراسة استقصائية أجرتها مؤسسة نيبون في اليابان في مطلع شهر كانون الثاني/يناير الماضي على 6000 شخص تتراوح أعمارهم بين 15 و45 عاماً، أنّ نحو 46% من العازبين أبدوا نيّة للزواج، وهو ما يمثّل زيادة بنسبة 13 نقطة مئوية مقارنة بـ 33% من المستجيبين الذين أفادوا بعدم نيّتهم للزواج. ومع ذلك، عندما طُرِحَ سؤال حول احتمالية تحقّق هذا الزواج في المستقبل، أجاب فقط 27% منهم بأنهم يتوقّعون فعلاً الزواج، بينما اعتقد 39% أنهم لن يتزوجوا، ما يعكس تبايناً كبيراً بين النيّة والتوقّعات الواقعية. وتعكس هذه النتائج أيضاً تغيّراً في الاتجاهات الاجتماعية في اليابان حيث ازدادت نسبة العزاب في العقدين الأخيرين بسبب عدة عوامل، أبرزها ضغوط الحياة المهنية، وتكاليف المعيشة المرتفعة، بالإضافة إلى القيم الثقافية التي تعزّز الاستقلالية الشخصية والتفكير في الحياة الفردية قبل التفكير في الارتباط. كما أنّ التحوّلات في أدوار الأسرة، والانفتاح على الحياة المهنية، قد جعلت العديد من الشباب في اليابان أقلّ اهتماماً بالزواج التقليدي مقارنة بالأجيال السابقة. تراجع التفاؤل بشأن الزواج وأظهرت الدراسة أيضاً أنّ نسبة التفاؤل بشأن الزواج تتباين بحسب الفئة العمرية، حيث كانت أعلى بين الأصغر سناً. فقد أشار نحو 40% من المشاركين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و25 عاماً إلى أنهم يعتقدون أنهم سيتزوجون في المستقبل. في المقابل، أظهرت نتائج الدراسة أنّ أكثر من 50% من الذين تتراوح أعمارهم بين 36 و45 عاماً لا يعتقدون أنهم سيتزوجون، مما يشير إلى تراجع التفاؤل بشأن الزواج مع تقدّم العمر. هذا التراجع في التوقّعات يشير إلى التحدّيات التي يواجهها العديد من الأفراد، مثل الاستقرار المالي والمسؤوليات المهنية، التي تؤثّر في قرارهم بالزواج. التوجّهات المتعلّقة بالزواج في اليابان كما تبيّن أنّ مكان الإقامة له تأثير على هذه التصوّرات. حيث كانت النسبة الأعلى لأولئك الذين يعيشون في وسط طوكيو والمدن الكبيرة، إذ قال نحو 30% منهم إنهم يعتقدون أنهم سيتزوجون. بينما كانت النسبة أقل بالنسبة لأولئك الذين يعيشون في المدن الصغيرة والقرى، حيث لم تتجاوز 20%. قد يعود ذلك إلى الفرق في نمط الحياة، وفرص العمل، والموارد المتاحة بين المناطق الحضرية والريفية. وتشير هذه النتائج إلى أنّ التوجّهات المتعلّقة بالزواج في اليابان قد تتأثّر بعدد من العوامل، مثل العمر، والموقع الجغرافي، وكذلك التوقّعات الاجتماعية والثقافية. كما أنّ تزايد هذه الفجوة بين النيّة والتوقّعات الواقعية يعكس تحدّيات أكبر في السياسة الاجتماعية والاقتصادية التي يجب معالجتها لدعم الاستقرار العائلي في المستقبل. |