رونالدو، بعقليته الفولاذية وانضباطه، يتحدى الزمن، ويقترب من ألف هدف. هل يستمر في العطاء بعد الأربعين؟ احتفل كريستيانو رونالدو بعامه الأربعين، اليوم الأربعاء، وهو لا يزال يثبت للعالم أن العمر مجرد رقم. وقبل دخوله عقده الرابع بيومين فقط، أي يوم الإثنين الماضي، سجل رونالدو هدفين قاد بهما فريقه النصر إلى فوز كبير على الوصل في دوري أبطال آسيا للنخبة. ومع هذين الهدفين، وصل صاروخ ماديرا إلى هدفه الـ923 في مسيرته الكروية، ليبقى على بُعد 77 هدفاً فقط من تحقيق حلمه بالوصول إلى ألف هدف، وهو إنجاز لم يسبق أن حققه أي لاعب في تاريخ كرة القدم. رحلة الأميال الألف تبدأ بخطوة يبدو هذا المثل الأقرب إلى وصف حالة "الدون". فمن خلال مسيرته الطويلة والمليئة بالإنجازات، أثبت أن الإصرار والعزيمة والانضباط هي المفاتيح الحقيقية للنجاح. لكن ما يميزه حقاً هو عقلية الفائز التي يمتلكها، والتي جعلته يتحدى كل الصعاب ويستمر في التميز حتى بعد بلوغه سن الأربعين. ولا بد من مقارنة عقلية رونالدو ببعض اللاعبين الذين لعبوا معه أو الذين جايلوه، والذين اعتزلوا مبكّراً، أو لم يتمكّنوا من المحافظة على المستوى نفسه، مع تقدمهم في السن. على سبيل المثال، واين روني، الذي كان زميلاً لرونالدو في مانشستر يونايتد، اعتزل كرة القدم في سن الـ35 بعد تراجع أدائه بصورة ملحوظة في الأعوام الأخيرة من مسيرته. روني، على الرغم من كونه أحد أفضل اللاعبين في جيله، واجه صعوبات في المحافظة على لياقته البدنية بسبب الإصابات المتكررة ونمط الحياة الذي لم يكن بانضباط رونالدو نفسه. أما ويسلي شنايدر ورافاييل فان دير فارت، اللذان كانا من نجوم كرة القدم الهولندية، فاعتزلا في سن الـ36 والـ34 على التوالي. على الرغم من موهبتهما الكبيرة، فإنهما واجها تحديات في المحافظة على مستوييهما مع تقدم السن، وخصوصاً مع تراكم الإصابات وعدم القدرة على التكيف مع متطلبات كرة القدم الحديثة، التي تتطلب لياقة بدنية عالية وانضباطاً صارماً. في المقابل، حافظ رونالدو على لياقته البدنية، وطورها بصورة مستمرة، سواء من خلال نظامه الغذائي، أو برنامجه التدريبي، أو الصحة العقلية، بالإضافة إلى تغيير أسلوب لعبه ليتلاءم مع عمره. النظام الغذائي.. سر الطاقة والاستمرارية يُعَدّ النظام الغذائي أحد أسرار نجاح رونالدو. فهو لا يعتمد فقط على التدريبات المكثفة، بل أيضاً على نظام غذائي صارم ومتوازن. يتناول رونالدو ست وجبات يومياً، تشمل: الإفطار: حبوب كاملة، بياض البيض، عصير فواكه طازج (تفاح، إجاص، أناناس)، فواكه، قهوة (إسبريسو أو لاتيه)، توست أفوكادو، وجبن أوروبي ولحوم باردة بصورة معتدلة. الوجبة الخفيفة الصباحية: لفائف التونة أو خبز طازج مع السردين. الغداء: سمك أبو سيف أو قاروص البحر، دجاج مع معكرونة القمح الكامل، خضروات خضراء، أو تونة مع بيض مسلوق وطماطم. الوجبة الخفيفة بعد الظهر: البروتين المخفوق. العشاء: باكالاو أ براس (طبق برتغالي تقليدي من سمك القد)، شريحة لحم مع سلطة، صدر دجاج أو ديك رومي مع أرز وفاصولياء أو كينوا، وبطيخ. الحلوى (بصورة نادرة): كعكة أو شوكولاتة. |