الأربعاء 5/2/2025  
 القرآن الكريم القانون الإسلامي الدائم‏

القرآن الكريم القانون الإسلامي الدائم‏
أضف تقييـم
القرآن الكريم أنزله اللَّه مهيمناً على الكتب التي سبقته التوراة والإنجيل وهو خاتم الكتب كما أن الإسلام خاتم الديانات؛ جاء القرآن ليكمل وليصحِّح الانحرافات والتحريفات التي اعترت التوراة والإنجيل.
القرآن الكريم أنزله اللَّه مهيمناً على الكتب التي سبقته التوراة والإنجيل وهو خاتم الكتب كما أن الإسلام خاتم الديانات؛ جاء القرآن ليكمل وليصحِّح الانحرافات والتحريفات التي اعترت التوراة والإنجيل.
قال اللَّه تعالى في كتابه الكريم: ﴿أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًاً...﴾([1]).
وما يشير إلى تحريف كلام اللَّه من أهل الكتاب ﴿مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ﴾([2])، ﴿يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ﴾([3])، ﴿قَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ﴾([4]).
وهناك بحوث عديدة وكتب كثيرة تبحث في تحريفات التوراة العهد القديم والإنجيل العهد الجديد ولا نريد أن ندخل في تفاصيل ذلك.
فقط نشير إلى مسألة تاريخية اجتماعية يتبيّن لنا من خلالها فشل العهد الجديد والمسيحية الكنسية بالتالي في إصلاح المجتمعات التي تدَّعي اتباعها للمسيح عليه السلام.
من المعروف تاريخياً أن المسيحية دخلت إلى الدولة الرومية في سنة 306م، ولم تستطع المسيحية بإنجيلها المحرّف أن تغيِّر من سيرة الروم المنحطَّة وأن تبعث فيهم حياة جديرة، حياة دينية نقية طاهرة... بل إنها فشلت فشلاً ذريعاً... واليوم المجتمع الغربي الذي هو في الحقيقة وارث الدولة اليونانية والرومية نسخة صادقة وصورة طبق الأصل عن اليونان والرومان في انحرافاتها.
فلم تستطع المسيحية وفشلت في إصلاح الغربيين، ومفاسدُهم معروفة ومشهورة.
يقول محمد أسد الأستاذ الألماني المهتدي في كتابه "الإسلام على مفترق الطرق": "لا شك أنه لا يزال في الغرب أفراد يعيشون ويفكرون على أسلوب ديني... ولكنّهم شواذ، إن الرجل العادي في أوروبا... إنما يعرف ديناً واحداً، وهو عبادة الرقي المادي والاعتقاد بأنه لا غاية في الحياة غير أن يجعلها الإنسان أسهل... أمّا كنائس هذا الدين فهي المصانع الضخمة ودور السينما... ودور الرقص... وأما كهنتهم فهم رؤساء الصيارف... والممثلات وكواكب السينما وأقطاب التجارة... ونتيجة هذه النهامة للقوّة والشدة للّذة، النتيجة اللازمة ظهور طوائف متنافسة مدجّجة بالسلاح، والاستعدادات الحربية، مستعدة لإبادة بعضها بعضاً إذا تصادمت أهواءها ومصالحها، أما في جانب الحضارة فنتيجتها ظهور طراز للإنسان يعتقد الفضيلة في الفائدة العملية والمثل الكامل عنده والفارق بين الخير والشر هو النجاح المادي لا غير"([5]).
أما اليهود فإنهم أفسد خلق اللَّه، والمراجع لتوراتهم المحرّفة يرى فيها البلايا والتعاليم العنصرية الشاذة، فاليهود نسخة عن توراتهم المحرّفة، والإناء بالذي فيه ينضح.
أما القرآن الكريم فهل حقّاً هو المهيمن على الكتب التي قبله؟ وهل استطاع تغيير أمّة؟ يقول ول ديورانت: "وقد ظلّ‏ القرآن أربعة عشر قرناً من الزمان محفوظاً في ذاكرتهم المسلمين، يستثير خيالهم، ويشكِّل أخلاقهم، ويشحذ قرائح مئات الملايين من الرجال. والقرآن يبعث في النفوس... أسهل العقائد، وأبعدها عن التقيّد بالمراسم والطقوس، وأكثرها تحرراً من الوثنية والكهنوتية. وقد كان له أكبر الفضل في رفع مستوى المسلمين الأخلاقي والثقافي، وهو الذي أقام فيهم قواعد النظام الاجتماعي والوحدة الاجتماعية، وحضّهم على اتباع القواعد الصحية، وحرّر عقولهم من كثير من الخرافات والأوهام، ومن الظلم والقسوة، وحسن أحوال الأرقاء، وبعث في نفوس الأذلاء الكرامة والعزة، وأوجد بين المسلمين إذا استثنينا ما كان يقترفه بعض الخلفاء المتأخرين درجة من الاعتدال والبعد عن الشهوات لم يوجد لها نظير في أية بقعة من بقاع العالم يسكنها الرجل الأبيض..."([6]).
هذه شهادة للقرآن الكريم من أحد الغربيين، وهو مؤرخ كبير معروف، أليس في شهادته دلالة على غنى القرآن وعظمته؟
أليس في شهادته دلالة على مدى تأثير القرآن وفاعليته؟
عدد المشـاهدات 18   تاريخ الإضافـة 02/02/2025 - 10:32   آخـر تحديـث 05/02/2025 - 17:23   رقم المحتـوى 26985
 إقرأ أيضاً