الأربعاء 4/12/2024  
 منازل صغيرة من ركام وطين في غزة

منازل صغيرة من ركام وطين في غزة
أضف تقييـم
الجدران المتصدّعة في البيوت لا تصدّ الهواء الذي يتسلّل عبرها ويعصف بالغرفة، لكنها تبقى أفضل من الخيام، التي يؤكد النازحون أنها "لا تحمينا من الأمطار والسيول والرياح القوية".
يقوم الفلسطينيون في قطاع غزة رغم العدوان السافر الذي يستمر   منذ أكثر 424 يوماً، بترميم منازلهم بما تيّسر من مواد تحسّباً من برد الشتاء.
ويجاهد النازحون، بما لديهم من مواد بسيطة من أجل تحصين خيامهم القماشية من الأمطار  التي بدأت في الهطول مع اقتراب فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة، ولسان حالهم أن تلك الخيام ليست آمنة في مواجهة الشتاء والأمطار.
وسط الأنقاض يخلط عبد الرحمن أبو عنزة الطين بالماء وبيديه يوزّع الخليط لبناء جدار جديد بالحجارة المتبقّية من منزله الذي سُوّي بالأرض.
ويقول وهو يعتمر قبعة ليحمي نفسه من أشعة الشمس في يوم خريفي "كان منزلنا قديماً جداً ويعود إلى عام 1936".
 بـأكياس "المساعدات".. أصبح لـ "العم معتز" كوخه على شاطئ غزة
وصرّح "تمكّنا من جمع حجارته لإعادة بناء جدار يحمينا، ومن ثم سنعيد بناء المنزل بأكمله".
وتنتشر من حوله مبانٍ لم يتمّ الانتهاء من تشييدها بعد، ولكنها تضرّرت بسبب الحرب الإسرائيلية على القطاع المحاصر.
وتماماً مثل عبد الرحمن أبو عنزة، يستخدم العديد من سكان مدينة خان يونس الواقعة جنوبي قطاع غزة، الوسائل الضئيلة المتاحة لترميم منازلهم مع بدء انخفاض درجات الحرارة.
ويتذكّر كثيرون كيف غمرت في الشتاء الماضي مياه الأمطار خيام آلاف النازحين بسبب الحرب، ما جعلهم يرتجفون في ليالي القطاع الساحلي عالية الرطوبة.
"حياة بدائية"
قبل الحرب، كانت مواد البناء بالكاد تصل إلى قطاع غزة بعد أن فرضت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قيوداً صارمة على استيراد الإسمنت.
وحالياً أصبحت هذه المواد محظورة كلياً، ودعت العديد من منظمات الإغاثة الدولية منذ الصيف إلى إدراجها مجدداً على قائمة المواد المصرّح بها تحسّباً للبرد المقبل.
 حياة في منازل غزة المدمرة رغم الحصار والعدوان
من جهته، يقول محمد شانينو "ليس هناك إسمنت، ما البديل، رجعنا إلى ما قبل 70 سنة، لأيام أجدادنا للطين، وبنينا بالطين".
ويضيف مشيراً إلى منزله المؤلف من 3 طبقات الذي تحوّل إلى ركام "الطين جيّد، ونحن مستعدّون لنعيش (بمساكن مبنية بالطين) 20 سنة".
 "أعادونا إلى حياة بدائية. إلى 60 أو 70 سنة خلت".
ويقول هذا الفلسطيني صاحب اللحية البيضاء، إنه استعاد قرابة 700 قطعة حجرية من منزله السابق، لإعادة بناء غرفة واحدة أصغر حجماً يعيش فيها الآن مع جميع أفراد الأسرة.
ويوضح "يقول أولادي إن الجو أكثر دفئاً من داخل الخيمة".
ولبناء السقف استخدم شانينو الصفائح المعدنية والقماش المشمّع، وترك في الجدار فتحة كبيرة هي بمثابة نافذة تغطيها ستارة رقيقة.
ولكنّ الجدران المتصدّعة لا تصدّ الرياح التي تتسلل عبرها وتعصف بالغرفة من كلّ حدب وصوب.
براعة خارقة
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، تتمّ مشاركة مقاطع فيديو لأعمال البناء هذه للتعامل مع الوضع الإنساني المأساوي في غزة، للإشادة ببراعة سكان غزة المشهود لها بعد الحروب المتكرّرة التي شهدها القطاع.
وفي التعليقات، يستحضر البعض بين الإعجاب والمرارة، عبارة منسوبة للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات عن صمود شعبه "يا جبل ما يهزّك ريح، يا شعب الجبّارين".
منازل مؤقتة
في غزة، لا تنخفض درجات الحرارة في فصل الشتاء عن 6 درجات مئوية، لكن معدلات الرطوبة تشكّل التحدّي الرئيسي وتتسرّب عبر الملابس التي لا تجفّ في مثل هذه الظروف المعيشية الهشّة.
تؤكّد مجموعة Global Shelter Cluster غير الحكومية العاملة في مجال الإيواء، في توصياتها الخاصة بفصل الشتاء "عندما يكون الأمر ممكناً فإن ترميم المنازل الموجودة هو النهج الأكثر فعّالية، لأن ذلك يسمح بإعادة بناء حاجز حراري موجود أصلاً".
وقبِل بعض سكان قطاع غزة منذ زمن بفكرة العيش في منازل مؤقتة بسبب نقص مواد البناء، وتشير نداء الجرن وهي حافية القدمين، إلى الملجأ المتواضع الذي تسكن فيه.
عدد المشـاهدات 24   تاريخ الإضافـة 04/12/2024 - 10:17   آخـر تحديـث 04/12/2024 - 22:12   رقم المحتـوى 26605
 إقرأ أيضاً