وكالة "الأونروا" تقول إن "أكثر من مليون و800 ألف فلسطيني في جميع أنحاء غزة، يعانون من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد المصنف في المرحلة الثالثة في التنصيف أزمة وأعلى". يستمر الاحتلال في حرب التجويع التي يفرضها على سكان قطاع غزة، و منذ شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي تراجع عدد شاحنات المساعدات التي يسمح بوصولها إلى أدنى مستوى ما أدى إلى فقدان حاد للسلع في الأسواق. يأتي ذلك، في وقتٍ حذرت فيه منظمات دولية من خطر تفشي المجاعة في مناطق جنوب غزة أسوة بمناطق شماله. "الأونروا": انعدام حاد في الأمن الغذائي وكالة "الأونروا" تقول إن "أكثر من مليون و800 ألف فلسطيني في جميع أنحاء غزة، يعانون من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد المصنف في المرحلة الثالثة في التنصيف أزمة وأعلى". وتقف العديد من التحديات في طريق جمع الإمدادات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها من معبر كرم أبو سالم في نوب غزة. وتشمل هذه التحديات تدهور القانون والنظام والحرب وانعدام الأمن والبنية التحتية المتضررة ونقص الوقود والقيود المفروضة على الوصول. وفي تقريره الأخير،الشهر الماضي، أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية،أنه لم يدخل إلى قطاع غزة في أيلول/ سبتمبر 2024 سوى 52 شاحنة مساعدات إنسانية في المتوسط في اليوم الواحد. عائلة جهاد عاشور: اللقمة أولاً ووصل سعر كيس الدقيق 25 كيلو جرام، 50 دولارا أميركياً وأكثر، بينما سجلّت مختلف السلع ارتفاعاً مهولاً لا يتناسب مطلقاً مع المقدرة الشرائية في ظل استمرار حرب الإبادة، في حين تقدر مصادر محلية أن زهاء 90٪ من السلع مفقودة من الأسواق. كل هذا دفع الأهالي إلى البحث عما يسكت جوع أطفالهم، فلجأوا إلى محاولاتٍ لتأمين القوت اليومي وربما بيع ما ينتجونه كي يعيشوا. وداخل خيمة نزوح بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة، تنشغل عائلة الفلسطيني جهاد عاشور بإعداد قطع دائرية الشكل من الفطائر ، ضمن عمل صغير بدأته مؤخراً للحصول على لقمة العيش. ولإنجاز العمل بوتيرة سريعة، يوزع أفراد الأسرة داخل هذه الخيمة التي نصبوها بأحد شوارع المدينة، مراحل صناعة الفطائر على بعضهم، فتعمل واحدة من السيدات على تجهيز العجينة والأخرى تعكف على فردها لتصبح بسطح مستوٍ. مكوّنات بسيطة على الحطب أما الفلسطيني عاشور فيسهم في ترتيب مكونات البيتزا البسيطة على هذه الفطائر، والتي تشمل "صلصة الطماطم، وقطع صغيرة وقليلة جداً لا تتجاوز الاثنتين من لحوم (المرتديلا)، وشرائح قليلة من الفلفل الحلو ". أمّا عن هذه المكونات البسيطة، فبالكاد ينجح عاشور في العثور عليها بالأسواق، ليشتريها بسعر مضاعف، حيث تفتقد هذه "البيتزا" أهم عناصرها وهي "الجبنة"، لكن الإقبال على شرائها ملحوظ، لعدم قدرة النازحين على شراء مكوناتها أو خبزها. وتخبز عائلة عاشور هذه الفطائر داخل فرن يعمل على الحطب والفحم بدلاً من غاز الطهي بسبب قلة توافره، وذلك في شارع عام، لجذب الزبائن لشراء هذه الفطائر التي تخرج ساخنة. |