يستكشف الحاج في أعماله الفنية الأساليب والبنى القمعية المستخدمة على مر السنين لإخضاع الفلسطينيين، والتي بلغت ذروتها في الإبادة الجماعية المستمرة والفظائع التي ترتكب في قطاع غزة، حيث تضخّم العنف وأدوات السيطرة بشكل يفوق الخيال. يفتتح "غاليري زاوية" في رام الله اليوم الثلاثاء معرضاً للفنان الفلسطيني محمود الحاج تحت عنوان "تشريح السيطرة". يتناول المعرض، الذي تقيّمه رنا عناني، "عنف المستعمر وآليات الهيمنة على الجغرافيا الفلسطينية بعين فنان ولد وعاش في غزة". يستكشف الحاج في أعماله الفنية الأساليب والبنى القمعية المستخدمة على مر السنين لإخضاع الفلسطينيين، والتي بلغت ذروتها في الإبادة الجماعية المستمرة والفظائع التي ترتكب في قطاع غزة، حيث تضخّم العنف وأدوات السيطرة بشكل يفوق الخيال. يوظف الحاج في أعماله الفنية وسائط رقمية متعددة منها "الكولاج" والصور الفوتوغرافية والطباعة مستخدما أسلوباً متفرّداً يظهر براعة ودقة عالية في توظيف الأرشيف الرقمي والتعامل مع التفاصيل. متحدياً الاحتلال.. رسام من غزة: ما زلت حياً و سأبكي كثيراً عند انتهاء الحرب! ويتألف المعرض من مجموعة من المشاريع انجزها الفنان في الفترة القريبة الماضية، منها: "عنف على مدار الساعة"، و"402" من الرمادي"، و"هش"، معتمداً على صور "تعكس التدفق الجنوني للأحداث العنيفة" من حوله كفنان، فينتقي صوراً "فقدت بريقها في عيون المشاهدين وتلاشت عبر الأبواب الخلفية لمحركات البحث على الانترنت"، وصورا "لها تداعيات على نفسه وعلى من هم في محيطه"، يعالجها ويقدمها في سردية فنية معاصرة. تشريح الصور المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان يقول الحاج عن بناء سرديته الفنية: أعتمد على تشريح الصور ذات الجودة المنخفضة المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان والعنف والاستراتيجيات الاستعمارية بصريًا ومفاهيميًا. ثم إعادة بنائها من خلال عملية رقمية مكثفة، مما يضمن إنشاء عمل رقمي جديد يقدم نتائج غير متوقعة، مفتوح لتفسيرات متنوعة. يتضمن ذلك دمجها مع صور/مواد من مصادر أخرى، مثل خرائط جوجل، ولقطات الاستطلاع الجوي، وأشرطة الأدوية الفارغة. من غزة إلى العالم ولد محمود الحاج في عام 1990، وحصل على درجة البكالوريوس في الصحافة وعمل مدرساً للفنون التشكيلية في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني منذ عام 2017. أنتج الحاج 6 مشاريع بين التصوير الفوتوغرافي والفن الرقمي والفيديو، عرضت على نطاق واسع في فلسطين وأوروبا والولايات المتحدة. وفي عام 2022 عرض فيلمه التجريبي القصير "الحق في النظر" في مهرجان الفيديو Les Instants الخامس والثلاثين في مرسيليا، وفي عام 2021 شارك الفيلم في مهرجان القاهرة للفيديو بالتزامن مع معرض ثنائي بنفس الاسم في استوديو Plaatsmaken- في هولندا بالتعاون مع روب فورمان. نظّم الحاج معرضه الفردي الأول (402 من الرمادي) في غزة، ومعرضه الفردي (عنف على مدار الساعة) في غاليري Uxval Gochez في برشلونة في عام 2024، كما شارك في عدد من المعارض الجماعية مثل (Fenced Off) في اللجنة الدولية للصليب الأحمر في عام 2022، و(ART NOW) في غاليري ون في عام 2021، و(Art in isolation) في معهد الشرق الأوسط في واشنطن في عام 2020، و (Contemplative Contrasts) في مؤسسة عبد المحسن القطان و (Orient 2.0) في استوديو بولكري في هولندا في عام 2017، ومعرض شخصي بعنوان "عنف على مدار الساعة" في غاليري Uxval Gochez في برشلونة في عام 2024. أنهى في عام 2021 فاعليتين فنيتين في الأكاديمية الملكية الإسبانية في روما والأكاديمية الملكية للفنون في لاهاي. وأنهى مؤخراً معرضاً في المدينة الدولية للفنون في باريس. |