السبت 23/11/2024  
 دراسة تكتشف قدرة البعض على مقاومة مرض ألزهايمر

دراسة تكتشف قدرة البعض على مقاومة مرض ألزهايمر
أضف تقييـم
دراسة جديدة تكشف أنّ بعض الأشخاص الذين يحملون آثار مرض ألزهايمر في أدمغتهم لا يكون لديهم أي أعراض، وهو ما يفتح الطريق لفهم سبب مقاومة هؤلاء وبناء عليه لإيجاد العلاج المناسب.
كشفت دراسة جديدة أنّ بعض الأشخاص الذين تظهر في أدمغتهم علامات مرض ألزهايمر قد لا يظهرون أي أعراض سريرية أثناء حياتهم، مما قد يسهم في فهم أفضل لطرق مقاومة هذا المرض المنهك.
ووفقاً للباحثين، قد تكون هذه النتائج مفتاحاً لفهم سبب وصول بعضهم إلى سن الـ90 أو حتى الـ100 وهم بصحة جيدة من دون اللجوء إلى الأدوية أو المعاناة من أمراض الدماغ.
خلال الدراسة حلل العلماء أنسجة الدماغ من "بنك الأدمغة الهولندي" Netherlands Brain Bank، الذي يضم عينات من أكثر من 5 آلاف دماغ من متبرعين متوفين كانوا يعانون أمراضاً متعددة.
إضافةً إلى ذلك، يحتفظ "بنك الأدمغة" بالسجلات الطبية الموثقة والتفاصيل الدقيقة للأمراض مع الأعراض المفصلة لكل متبرع.
وكشف العلماء عن فئة فريدة من الناس كانت لديهم علامات مرض ألزهايمر في أدمغتهم، ولكنهم لم يظهروا أي أعراض سريرية أثناء حياتهم، مما يشير إلى أنهم مجموعة "مقاومة" لهذا المرض.
وعندما استقصى العلماء نشاط الجينات في أدمغة أفراد هذه المجموعة، اكتشفوا تغييرات ملحوظة في عمليات حيوية عدة.
وبحسب الباحثين يبدو أنّ نوعاً من الخلايا النجمية – شكل على هيئة نجمة - تنتج مزيداً من مضاد الأكسدة المعروف باسم "الميتالوثيونين". وتعرف هذه الخلايا التي تقوم بدور في تنظيف الفضلات والرواسب في الدماغ، إذ تقدم دوراً وقائياً، ولكن في بعض الحالات قد تثير الالتهاب عبر خلايا أخرى تعرف بـ"الميكروغليا".
وفي المجموعة "المقاومة" من الأشخاص، اكتشف الباحثون أنّ هناك خفضاً في نشاط مسار "الميكروغليا" المرتبط غالباً بمرض ألزهايمر.
ووجد الباحثون أن التفاعل الطبيعي الذي يزيل تلقائياً البروتين السام متضرراً لدى مرضى ألزهايمر، لكنه كان طبيعياً بشكل ملحوظ في المجموعة "المقاومة".
كما بيّنت الدراسة أيضاً أنه قد يكون هناك مزيد من خلايا "الميتوكوندريا" التي تقوم بتوليد الطاقة الخلوية في خلايا الدماغ في المجموعة نفسها، مما يضمن إنتاج طاقة أفضل في أدمغتهم.
وقال الدكتور لوك دي فريس، أحد مؤلفي الدراسة، إنّ "ما يجري في هؤلاء الناس على المستوى الجزيئي والخلوي كان غامضاً حتى الآن. لذا، قمنا بالبحث عن المتبرعين في بنك الأدمغة ممن سجلوا تغيرات في أنسجة الدماغ من دون أي تراجع في القدرات العقلية".
وأضاف: أنه "من بين جميع المتبرعين، وجدنا 12 فقط، لذا فهو أمر نادر جداً. كما نعتقد أنّ  الوراثة ونمط الحياة يلعبان دوراً مهماً في المقاومة، ولكن الآلية الدقيقة لا تزال غامضة".
تجدر الإشارة إلى أنّ الأبحاث الحديثة أوضحت أنّ الأشخاص الذين يتعرضون لكثير من المحفّزات العقلية، مثل أولئك الذين يعملون في وظائف معقدة، قد تنمو لديهم علامات مرض ألزهايمر قبل ظهور الأعراض، مما يحقق المقاومة ضد هذا المرض.
الأبحاث أيضاً إلى أنّ ممارسة التمارين الرياضية والاعتماد على نمط حياة نشط عقلياً مع الاحتفاظ بعلاقات اجتماعية وثيقة، يمكن أن تؤخر بداية مرض ألزهايمر.
وخلص دي فريس إلى أنه "في حال نجحنا في العثور على الأساس الجزيئي للمقاومة، فسيكون لدينا نقاط انطلاق جديدة لتطوير الأدوية، التي قد تعمل على تنشيط العمليات المرتبطة بالمقاومة لدى مرضى ألزهايمر".
سبب جيني محتمل للإصابة بألزهايمر
وفي وقت سابق، كشفت نتائج أبحاث أنّ الأشخاص الذين يحملون نسختين من الجين "أبوليبوبروتين ب 4" عرضة لتطوير المرض العصبي.
وأفاد باحثون من الولايات المتحدة بأنّ معظم الأشخاص تقريباً الذين يحملون نسختين من الطفرة الجينية "أبوليبوبروتين ب 4" APOE4   (تُعرف أيضاً باسم صميم البروتين الشحمي E 4)، المعروفة باسم متماثل الزيغوت homozygotes، من المرجّح أن تظهر عليهم علامات هذا المرض العصبي، مشيرين إلى أنه كان معروفاً سابقاً ارتباط هذا الجين بارتفاع خطر الإصابة بمرض ألزهايمر.
لكن العلماء يعتقدون الآن أن 95 في المئة من الأشخاص الذين تجاوزوا سن الـ65 ويحملون نسختين من الجين "أبوليبوبروتين ب 4" يُظهرون علامات مبكرة للمرض، مما يجعل الجين شكلاً وراثياً مميزاً لمرض ألزهايمر.
ولوحظ أيضاً أن هؤلاء الأشخاص يصابون بالمرض بشكل مبكر مقارنةً مع الأشخاص الذين يحملون طفرات أخرى من "أبوليبوبروتين ب 4".
وتستند النتائج، التي نشرت في مجلة "نيتشر ميديسن" Nature Medicine، إلى بيانات سريرية لأكثر من 10 آلاف شخص، إضافة إلى بيانات طبية لأكثر من 3 آلاف متبرع بالأدمغة.
ووفقاً للباحثين، يبرز ذلك ضرورة تطوير استراتيجيات بحث متخصصة، ونهج علاجي مبتكر، وتنظيم تجارب سريرية مخصصة لهؤلاء الأشخاص.
من جانبها، قالت الدكتورة ريسا سبرلينغ - أستاذة علم الأعصاب في كلية هارفارد الطبية -، ومديرة مركز بحوث وعلاج ألزهايمر في مستشفى بريغهام والنساء في بوسطن، ماساتشوستس، في الولايات المتحدة إنّ "هذه الأبحاث تكشف حقاً أهمية البدء في علاجهم في مراحل مبكرة جداً، في سن مبكر وفي مراحل تطور المرض الأولى، لأننا نعلم أنهم عرضة جداً للتدهور السريع".
وأضافت: "وبالتالي يجب علينا التفكير في كيفية معالجة من يحملون الجين "أبوليبوبروتين ب 4"، لافتةً إلى أن "هؤلاء في حالة يأس - لقد شهدوا تبعات المرض (خلال إصابة أهلهم)".
وهناك ثلاث طفرات جينية: بروتين طليعة النشواني (APP)، بريسينيلين 1 (PSEN1)، وبريسينيلين 2 (PSEN2)، وهي معروفة بأنها تسبب شكلاً نادراً من مرض ألزهايمر يعرف بـالمسيطر Autosomal Dominant Alzheimer's Disease (ADAD) (الإصابة المبكرة لمرض ألزهايمر المسيطر). وهذا النوع من المرض ينتقل عبر الأجيال في العائلات.
ويعد الجين "أبوليبوبروتين ب" أحد الجينات المرتبطة بمرض ألزهايمر، ويأتي بثلاثة متغيرات مختلفة هي: "أبوليبوبروتين ب 2"، "أبوليبوبروتين ب 3"، و"أبوليبوبروتين ب 4". وكل فرد يحمل نسختين من جين "أبوليبوبروتين ب 4"، واحد من كل من الوالدين.
ووجد الفريق أنّ غالبية الأشخاص الذين يحملون نسختين من جين "أبوليبوبروتين ب 4" أظهروا علامات المرض بحلول سن الـ55 من عمرهم، مقارنةً بالأشخاص الذين يحملون متغير جيني آخر، مثل "أبوليبوبروتين ب 3". وعند بلوغ سن الـ65، كانت لدى معظمهم (95 في المئة) مستويات غير طبيعية من بروتين يعرف باسم "الأميلويد" في السائل المحيط بالدماغ والحبل الشوكي - وهو علامة مفتاحية لمرض ألزهايمر.
وأظهرت الفحوصات أنّ 75% من الأشخاص الذين تجاوزوا سن الـ 65 ويحملون نسختين من جين "أبوليبوبروتين ب 4" ظهر لديهم تراكم كثيف لبروتين "الأميلويد" في الدماغ، وهو ما يسبق ظهور أعراض متغيرات "أبوليبوبروتين ب" الأخرى بـ7 إلى 10 سنوات.
عدد المشـاهدات 319   تاريخ الإضافـة 22/05/2024 - 12:25   آخـر تحديـث 23/11/2024 - 13:23   رقم المحتـوى 25140
 إقرأ أيضاً