تقترب الشمس حالياً من ذروة نشاطها وفقاً لدورة تتكرر كل 11 عاماً. وهذه الانبعاثات الكتلية الإكليلية التي تتجه سبعة منها على الأقل نحو الأرض، مصدرها بقعة شمسية قطرها يفوق حجم قطر الأرض بـ17 مرة. لليلة الثانية على التوالي، حاول أشخاص من مختلف أنحاء العالم مشاهدة الأضواء القطبية المذهلة التي أنارت السماء بفعل عاصفة شمسية وُصفت بأنها "تاريخية" ويتوقّع أن تستمر حتى اليوم الأحد. وتحدث هذه الظاهرة نتيجة انبعاث جسيمات من الشمس، مما يؤدي إلى حدوث عواصف مغناطيسية عند وصولها إلى الأرض. وأشارت الوكالة الأميركية لمراقبة المحيطات والغلاف الجوي (NOAA) إلى رصد انبعاثات تؤشر إلى عاصفة جيومغناطيسية من المستوى الخامس على مقياس 5 درجات، مساء الجمعة الماضي، ثم مرة ثانية صباح أمس السبت، في حدث يُسجَّل للمرة الأولى منذ 20 عاماً. وتمكّن سكان بلدان كثيرة ليلة الجمعة - السبت من مراقبة الأضواء المذهلة لهذه الظاهرة النادرة التي لوّنت السماء بالأزرق والبرتقالي والوردي، انتشرت صور لها في منصات التواصل الاجتماعي. وكتب إريك لاغاديك، عالم الفيزياء الفلكية في مرصد "كوت دازور"، في منشور عبر موقع "اكس":"أشعر بأنني أعيش ليلة تاريخية في فرنسا، كانت مليئة بالجزيئات الشمسية والعواطف"، مضيفاً "قد تستمر العاصفة الشمسية هذه الليلة أيضاً. ابحثوا عن موقع جيّد بعيداً عن الأضواء، ومع إطلالة باتجاه الشمال!". بدوره كتب رائد الفضاء الفرنسي توماس بيسكيه "لست متأكداً من أن الظاهرة ستتكرر الليلة، فالتكهّن بها أصعب بكثير من التنبؤ بالأحوال الجوية"، لكن "لا مانع من النظر إلى السماء، فيمكن أن تحدث مرة ثانية". وبحسب المركز الأميركي لمراقبة الطقس (SWPC)، التابع للهيئة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، "قد تظهر الأضواء القطبية مجدداً فوق قسم كبير من الولايات المتحدة ليل السبت إلى الأحد". وأُصدر تحذير من عاصفة من المستوى الرابع قد تحدث اليوم الأحد، فيما يُحتمل أن تُسجَّل سلسلة انبعاثات من المستوى الثالث حتى الاثنين، بحسب المركز الأميركي لمراقبة الطقس.
|