الجمعة 22/11/2024  
 حياة الزهراء (عليها السلام) كنموذج للحياة المعاصرة

حياة الزهراء (عليها السلام) كنموذج للحياة المعاصرة
أضف تقييـم
إنّ حياة فاطمة الزهراء (عليها السلام) في جميع الأبعاد كانت مليئة بالعمل والسعي والتكامل والسموّ الروحيّ للإنسان، وكان زوجها الشاب في الجبهة وميادين الحرب دائمًا، وكانت مشاكل المحيط والحياة قد جعلت فاطمة الزهراء (عليها السلام) مركزًا لمراجعات الناس والمسلمين.

وقد أمضت البنت المـُعِينة للنبي (صلى الله عليه وآله) حياتها بمنتهى الرفعة في تلك الظروف، وقامت بتربية أولادها الحسن والحسين وزينب وإعانة زوجها علي (عليه السلام) وكسب رضى أبيها النبي (صلى الله عليه وآله)، وعندما بدأت مرحلة الفتوحات والغنائم لم تأخذ بنت النبي ذرّة من لذائذ الدّنيا وزخرفها ومظاهر الزينة والأمور التي تميل لها قلوب الشابّات والنساء.[1]
 
ضرورة أن تكون زوجات المسؤولين قدوةً في تجنّب الإسراف
أقول للنساء المسلمات -الشابّات وربّات البيوت- لا تذهبنّ وراء الإعلام الاستهلاكيّ الذي يروّج له الغرب كالأرَضَة في روح المجتمعات البشريّة ومجتمعات الدول النامية ومنها دولتنا. فالاستهلاك جيد بالمقدار اللازم وليس في حدّ الإسراف، وعلى نساء المسؤولين اللواتي لدى أزواجهن أو لديهنّ مسؤوليّات في المجالات المختلفة أن يكنّ أُسوة للأخريات من حيث الابتعاد عن الإسراف. ويجب عليهن أن يعطين الأخريات درسًا في أنّ المرأة المسلمة هي أرفع من أن تصبح أسيرة المجوهرات والمسكوكات الذهبيّة وأمثال هذه الأشياء. ولا نريد أن نقول إنّها حرام، بل نريد أن نقول إنّ شأن المرأة المسلمة هو أرفع من أن يقوم البعض -في الفترة التي يعيش كثير من أبناء مجتمعنا في وضع هم بحاجة فيه إلى المساعدات المادّية- في شراء الذهب والزينة ووسائل الحياة المتنوّعة ويسرفون في مجالات الحياة المختلفة.[2]
 
معرفة المرأة، عامل في ابتعاد الأسرة عن الترف والكماليّات
اليوم، إنّ أكثر فتياتنا ونسائنا الشابّات تديّنًا وثوريّة وإخلاصًا وإيمانًا، هم من بين الشرائح المتعلّمة. إنّ أهل الترف والكماليّات والتعلّق بوسائل الزينة، أو الذين يريدون تقليد النماذج الغربيّة تقليدًا أعمى في الملبس ونمط العيش، هم غالبًا لا يتحلّون بالعلم والمعلومات والمعرفة بالنحو الوافي. فالشخص ذو المعرفة يمكنه ضبط تصرّفاته ومسلكه، ومطابقته بكلّ ما هو حقّ وحقيقة وصلاح. لذا، ينبغي في الميدان العلميّ، فتح كلّ طرق الفعاليّة والنشاط أمام النساء. وعلى الفتيات، حتّى في القرى أن يتابعن تعليمهن. توصيتي إلى الآباء والأمّهات أن يسمحن لبناتهنّ بالالتحاق بالمدارس وبأن يتعلّمن. وإذا كنّ يمتلكن الاستعداد ويرغبن، فليتابعن بعد طيّ المراحل الابتدائيّة دراستهنّ العالية والجامعيّة، ولا تمنعوهنّ. دعوهنّ يكنّ في عداد المتعلّمات وذوات المعرفة في مجتمعنا الإسلاميّ.[3]
 
عدد المشـاهدات 403   تاريخ الإضافـة 01/01/2024 - 13:25   آخـر تحديـث 19/11/2024 - 08:28   رقم المحتـوى 24311
 إقرأ أيضاً