1- قال تعالى: ﴿وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾. 2- قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾. 3- قال تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ﴾. - المجموعة الثالثة: نستنتج من خلالها أنَّ الأمر بالإطاعة بعد ثبوت الإيمان يدلّ على أنّ العمل غير معتبر في حقيقة الإيمان:
1- قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً﴾. 2- وآيات أخرى مشابهة من قبيل قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ﴾، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ﴾. هل يجتمع الإيمان والمعصية؟ إنّ النتيجة التي توصّلنا إليها بناءً على فهم الآيات القرآنية والروايات الشريفة، هي أنّ للعمل الصالح دوراً أساسياً في نموّ وازدهار وإثراء وتكامل الإيمان، وعليه كيف يُمكن أن نتصوّر العلاقة بين المعصية والإيمان؟ خصوصاً أنّنا إذا رجعنا إلى الروايات الشريفة وإلى خطب الإمام في نهج البلاغة نجدها ركّزت على أنّ المؤمن لا يعصي الله أبداً، وأنّ المؤمنين وأهل الولاء والشيعة لهم الصفات التي تمنعهم وتحجبهم من ارتكاب المعصية. والسؤال الأساس هو: هل يُمكن الجمع بين ارتكاب المعصية وحقيقة الإيمان؟ وبعبارة أخرى هل يستطيع المؤمن أن يُحافظ على إيمانه مع ارتكاربه المعصية، أو أنّ مخالفة المولى تعالى من دواعي زوال الإيمان؟ وفي مقام الإجابة لا بد أن ننظر كيف عالجت الروايات هذا الموضوع أي الجمع بين الإيمان والمعصية. الروايات الدالّة على أنّ العاصي يخرج من الإيمان حين المعصية كثيرة جدّاً وتعابيرها مختلفة منها: خرج من الإيمان، سلب الإيمان]، كافر، فارق روح الإيمان أو بتعبير بعض الروايات الأخرى يُسلب منه روح الإيمان،... والمهم في هذه الروايات هو فقهها وإدراك معناها، فلم يتفق العلماء على معنى واحد لهذه الروايات بل تعدّد فهمهم لها ومن آرائهم ما يلي: 1- حمل هذه الروايات على ظاهرها وأنّ من ارتكب هذه المعاصي خرج من الإيمان فعلاً. 2- حملها على نفي الكمال أي أنّ مرتكبها مؤمن حقيقة ولكنّه ناقص الإيمان. 3- حملها على المستحلّ للمعصية. 4- حملها على أنّه ليس آمناً من عقوبة الله. 5- حملها على نفي اسم المدح أي لا يُقال له مؤمن بل يُقال له زان وشارب الخمر وتارك للصوم وسارق. 6- حملها على زوال النور الناشيء من الإيمان وهو منقول عن ابن عباس، وأيّده بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من زنى نزع الله نور الإيمان من قلبه فإن شاء ردّه إليه". 7- حملها على نفي الحياء أي لا يزني الزاني وهو مستحي من الله، والحياء خصلة من الإيمان.
عدد المشـاهدات 405 تاريخ الإضافـة 20/11/2023 - 13:47 آخـر تحديـث 20/11/2024 - 15:20 رقم المحتـوى 24121