يوم غدٍ الجمعة 24 / كانون الثاني يوم حاسم في تاريخ العراق المعاصر حيث ستنطلق تظاهرات مليونية جماهيرية تطالب بإخراج القواعد والقوات الاميركية والاجنبية من جميع اراضي البلاد. هي تظاهرات بهِمّة ثورة العشرين الحماسية وأكثر من ذلك لأنّ مصير العراق سيتحدد بها، ومن المنتظر ان تكون المشاركة فيها عظيمة إذ لا حجة لمن يتخلف عنها الا اذا لم يكن عراقيا اصيلا، ومن يرضى بالخضوع والاستسلام للاميركي المجرم الذي قتل خيرة ابناء الشعب وصفوة مجاهديه الأبرار.
المهم في هذا المضمار هو ان العراقيين الغيارى يعشقون الوطن ويدافعون عن سيادته واستقلاله ومقدساته. ومن المؤكد انهم حانقون جدا على تواجد القوات الحربية والمنشآت الاستخبارية الاميركية فوق تراب ارضهم، وقد جُرحوا في كبريائهم بشدة عندما قصفت اميركا مقار قوات كتائب حزب الله في منطقة القائم الحدودية مع سورية بتاريخ 31/12/2019، وكذلك حينما اغتالت صواريخها الغادرة نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي القائد الشهيد الحاج ابو مهدي المهندس برفقة قائد قوات فيلق القدس الشهيد الفريق قاسم سليماني بتاريخ 3/1/2020 على بعد امتار من مطار بغداد الدولي.
الشعب العراقي المؤمن عصيّ على الانكسار والرضوخ وهو لن يرضى بأقل من تحرير الوطن من اقصاه الى اقصاه من ربقة الاحتلال الاميركي المتغطرس، ولن يرتاح له بال الا عندما يتم تطهير البلاد من دنس عصابات داعش الارهابية وبقايا البعث المجرم.
مليونية السيادة - كما يسميها الوطنيون الاحرار- هي حركة ثورية تاريخية ستحدد مستقبل العراق الكريم وتصنع له حريته الناجزة، ولهذا فإن السعيد السعيد هو من يشارك في توثيق هذه النهضة المنقذة من نير الاستكبار والعبودية للاجنبي والشقي الشقي هو من ينأى بنفسه ويتنصل بأعذار عقيمة، من مهمة الوفاء للوطن والكرامة والعزة.
إن تحرير العراق من الاحتلال والارتهان الاميركيين هو مسؤولية العراقيين من جميع المكونات والمناطق الجغرافية والمذاهب الاسلامية والأديان والتوجهات الفكرية وان من يتذرع بحجج واهية للتهرب من الواجب الوطني انما يحرم نفسه من هذا الشرف العظيم، ولا يلومنّ إلا نفسه.
الشعوب الناهضة هي التي تقرأ الماضي بعبرة وتستشرف المستقبل بخبرة ، والشعب العراقي شعب ذو حضارة عريقة تضرب جذورها في اعماق التاريخ.وقد جرّب وذاق عذابات سطوة الدكتاتورية والاستبداد التي وزعت الظلم والقهر والاعدامات والمجازر الجماعية بالتساوي على جميع المكونات والطوائف ، وازاء ذلك فهو يرفض الوعود الاميركية المعسولة لانها تستبطن المكر والخداع والتفرقة كما تحمل رسائل مفخخة تؤدي لاحقاً الى الانفجار والتناقضات والنزاعات بدلاً من التضامن والاتحاد بين ابناء الوطن الواحد.
الاكثر اهمية لمليونية السيادة هو الحذر واليقظة والانتباه لمكائد اميركا التي تشعر بالرعب والفزع من أي تكاتف جماهيري وتخشى من نتائج اجماع الشعب العراقي على هدف التحرير والإلتفاف حول مرجعيته الرشيدة ، والنضال دون هوادة لصناعة المستقبل المشرق الذي يعيد للعراق بسمته وريادته ودوره المصيري في تاسيس حكومة وطنية مخلصة تأخذ البلاد والعباد الى شاطئ الامان والاستقرار والسلام. |