الجمعة 29/3/2024  
 المسجد قاعدة للنشاطات الإجتماعية ونواة للمقاومة

المسجد قاعدة للنشاطات الإجتماعية ونواة للمقاومة
أضف تقييـم

المسجد قاعدة تتمحور حول الصلاة
المعابد موجودة في جميع الأديان. حيث يذهبون إليها ويقومون بالعبادة، لكن المسجد يختلف كثيراً عن المعابد المسيحية واليهودية والبوذية والأماكن الأخرى التي رأيناها أو سمعنا بها. الرسول الأكرم (ص) لم يكن يذهب إلى المسجد ليصلّي فقط ثم يخرج. كلما كان هناك أمرا مهما للمجتمع أو حادثا مؤثرا، كان ينادي " الصلاة جامعة": هيا إلى مكان الصلاة .المسجد هو قاعدة، وهذه القاعدة تتمحور حول الذكر والصلاة.

قاعدة للنشاطات الإجتماعية
هو حقاً قاعدة. ليست قاعدة للمسائل الاجتماعية الفلانية فقط، بل يمكن للمسجد أن يكون قاعدة لكل الأعمال الصالحة والحسنة: قاعدة لبناء النفس، قاعدة لصناعة الإنسان، إصلاح القلب وإصلاح الدنيا ومواجهة العدو والأرضية اللازمة لبناء الحضارة الإسلامية وتقوية مصيرها وهلمّ جرّا. المسجد هو قاعدة كهذه.

المسجد نواة للمقاومة

هناك مسألة أخرى حول المسجد وهو كونه نواة للمقاومة. حين يُقال مقاومة (تعبئة)، تنصرف الأذهان فوراً نحو المقاومة العسكرية والأمنية وأمثالها. نعم، بالطبع هذه مقاومة أيضاً. لكن الأعلى والأسمى منها هي المقاومة الثقافية. إذا ضعف السور الثقافي والمتاريس الثقافية، سنخسر كل شيء.

المسجد هو قاعدة كبرى للتعبئة الثقافية والحركة الثقافية. يجب أن نتعلم في المسجد أساليب العمل وماذا نفعل. أقول لكم أولاً: إن الكلام الذي تقولونه أنتم (أئمة المساجد) للمأمومين ولأهل مسجدكم، أكثر تأثيراً وفاعلية بدرجات من الكلام عبر التلفزيون وما شابه.

مجالس العزاء ومجالس الوعظ والخطابة واللقاءات المتنوعة هي أمور بالغة الأهمية؛ ينبغي عدم الاستخفاف بها. فهي مؤثرة أكثر من الفضاء الافتراضي وكذلك أكثر من الإذاعة والتلفزيون، لكن دائرتها محدودة. فالمسجد نواة المقاومة، غاية الأمر أنه مركز المقاومة بأنواعها المختلفة: المقاومة الثقافية والمقاومة السياسية وكذلك في الوقت المناسب المقاومة الأمنية والعسكرية. ولقد كانت المساجد هكذا دوماً.

الإمام الخميني جعل المسجد محورا لحركة الثورة

إن من الابتكارات الهامة التي أبدعها إمامنا العظيم، أنه ومنذ بداية الثورة جعل المساجد محوراً للحركة. في الأيام الأولى للثورة؛ أولئك الذين يتذكرون تلك الأوضاع، يعلمون أن كل شيء كان غير مرتب ولا واضح بعد. كان عليهم تجميع السلاح ونقله والحرص ألاّ يصل إلى أيدٍ غير أمينة. كان هناك حاجة لمركز للتنظيم، حاجة إلى نواة مركزية. وقد عيّن الإمام هذا المركز منذ تلك الأيام الأولى وحتى قبل إعلان انتصار الثورة: المساجد. كل من يحصل على السلاح من أي مكان، يأخذه إلى المسجد. فيما بعد تم تشكيل تنظيم مسجدي عظيم وهو لجان الثورة، والتي بقيت لفترة طويلة تقوم بكل أعمال الثورة. وفي الحقيقة كانت تُنجز كل أعمال البلاد.


* من كلمة الإمام الخامنئي في لقائه أئمة مساجد محافظة طهران ـ 21/08/2016

عدد المشـاهدات 1310   تاريخ الإضافـة 12/04/2021 - 12:57   آخـر تحديـث 24/03/2024 - 08:33   رقم المحتـوى 17627
 إقرأ أيضاً