الخميس 28/3/2024  
 مخاطر مرافقة الأشرار

مخاطر مرافقة الأشرار
أضف تقييـم
إنَّها العشرة التي تؤثِّر على حياة هذا الإنسان فتجعله من الأخيار أو من الأشرار، ولذا ورد التحذير الشديد من اختيار رفقة السوء، والحثّ على حُسن اختيار الأصدقاء.

ولكن كيف صوّر لنا القرآن صورة الإنسان عند عشرة الأشرار أو قرناء السوء؟ بدايةً يعتبر القرآن الفاعل للمعاصي قريناً للشيطان، فهو شخص قد صاحب الشيطان ونتيجة لعشرته له خرج عن طاعة الله، قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ * وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنْ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ﴾([1]). إنَّ الإنسان الذي يُعرض عن الله عزَّ وجلَّ لا بدّ وأن يتّجه ناحية الشيطان، فيُصبح الشيطان قريناً له، وأكبر مساوئ هذه الصحبة أنَّ هذا الشيطان يصوّر لقرينه هذا أنّهم في خط الهداية وهو أبعد ما يكون عن ذلك.

إنَّ النتيجة التي تترتَّب على عشرة الشيطان أنْ يأتي اليوم الذي يُظهر فيه الندم، قال تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ﴾([2]).

وأمَّا الصورة المقابلة التي يحكيها القرآن فهو صورة من نجا من مرافقة الشيطان، ﴿إِلاَّ عِبَادَ الله الْمُخْلَصِينَ * أُوْلَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ * فَوَاكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ * عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ * يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ * بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ * لاَ فِيهَا غَوْلٌ وَلاَ هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ * وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ * كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ * فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ * قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ * يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنْ الْمُصَدِّقِينَ * أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَئِنَّا لَمَدِينُونَ * قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ * فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ * قَالَ تَالله إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِي﴾([3]).
 
إنَّها قمَّة السعادة التي قد يصل إليها الإنسان، ولكن هذا الإنسان لا بدَّ وأن يتساءل وهو في غمرة سعادته عن سبب دخوله إلى هذا النعيم، وعمّا وقع له في هذه الدنيا، فيتذكَّر أنَّ رفيق سوءٍ كاد أن يُرديه، ولولا الهداية الإلهيّة لكان معه في الجحيم.
 
إنَّ طاعة الله، كما تحتاج إلى نيّةٍ صافيةٍ، تحتاج إلى مواظبةٍ تامّةٍ وكاملة، ليأمَن من كافَّة شباك الانحراف التي قد ينصبها إبليس لهذا الإنسان.
 
سبيل المهتدين، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية
عدد المشـاهدات 556   تاريخ الإضافـة 16/12/2021 - 12:10   آخـر تحديـث 28/03/2024 - 07:42   رقم المحتـوى 19673
 إقرأ أيضاً