الجمعة 29/3/2024  
 من أحكام صلاة الآيات

من أحكام صلاة الآيات
أضف تقييـم
روي عن الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السلام أنّه قال: "إنّما جُعلت للكسوف صلاة لأنّه من آيات الله تبارك وتعالى، لا يُدرى للرحمة ظهرت أم لعذاب، فأحبّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أن تفزع أمّته إلى خالقها وراحمها عند ذلك؛ ليصرف عنهم شرّها، ويقيهم مكروهها، كما صرف عن قوم يونس عليه السلام حيث تضرّعوا إلى الله عزّ وجلّ"(1).

أوّلاً: الدواعي الشرعيّة لصلاة الآيات
أ- كسوف الشمس وخسوف القمر، وإن كانا جزئيّين.
ب- الزلزلة.
ج- كلّ آية حادثة غير معتادة تبعث على خوف غالبية الناس، كالريح السوداء والحمراء والصفراء، والظلمة الشديدة، والهدّة والصيحة، والنار التي تظهر أحياناً في السماء...
فلا اعتبار في ما لا يخيف منها أو ما يخيف القليل من الناس.
بعد وقوع الزلزلة في منطقة يشاهَد غالباً -وخلال مدّة قصيرة- العديد من الزلازل الخفيفة والهزّات الأرضيّة (الارتداديّة) في تلك المنطقة، فلكلّ زلزلة -سواء أكانت شديدة أم ضعيفة- إذا عُدّت زلزلة مستقلّة، صلاة آيات على حدة.

ثانياً: على من تجب صلاة الآيات؟
أ- يختصّ وجوب صلاة الآيات بمن في بلد الآية، ويلحق به في ذلك من كان في البلد المتّصل ببلد الآية على نحو يعدّ معه كالبلد الواحد. ولا تجب على من ليس في بلد الآية.
ب- من شعر بالهزّة أو علم بها في الوقت المتّصل بها (أي بعد وقوعها بوقت قصير)، فتجب الصلاة عليه، وإلّا فلا تجب.
فمن لم يعلم بالخسوف الجزئيّ إلّا بعد انقضاء الآية والوقت المتّصل بها، فلا يجب عليه القضاء.
ج- إذا حدثت الآية وكانت المرأة في حالة الحيض أو النفاس طوال وقت الآية، فلا تجب عليها صلاة الآيات أصلاً؛ أي أنّ التكليف بصلاة الآيات ساقط، فلا تقضي بعد الطهر والنقاء.
د- إذا كان المكلّف يعلم بحصول الكسوف أو الخسوف قبل وقوعه، وذلك من إخبارات الفلكيّين بأنه سيحصل خسوف جزئيّ في هذه الليلة مثلاً، فلا يجب انتظار حصوله، ولكن إذا حصل الخسوف ولو جزئيّاً ولم يأتِ بصلاة الآيات، وجب عليه القضاء في هذه الصورة.

ثالثاً: وقت أداء صلاة الآيات
أ- وقت أداء صلاة الكسوف والخسوف هو من حين الشروع في الكسوف أو الخسوف إلى لحظة البدء في الانجلاء. والأحوط وجوباً المبادرة إليها قبل الأخذ في الانجلاء، فإن أخّرها عنه (بأن صلّى بعد الشروع في الانجلاء وقبل اكتمال الانجلاء) أتى بالصلاة بنيّة القربة المطلقة لا بنيّة الأداء ولا القضاء.
وأمّا بعد تمام الانجلاء، فتكون قضاءً إن وجبت على المكلّف.
ب- في الزلزلة ونحوها ممّا لا يسع وقتها للصلاة -غالباً- فهي من ذوات الأسباب لا الأوقات، فتجب الصلاة عند حصول الآية، فإن أخّرها عصياناً أو لعذر، فتجب بعد ذلك ما بقي العمر، وتكون أداءً دائماً.
وفي العدد القادم نتابع كيفية صلاة الآيات، بعونه تعالى.
 

1- من لا يحضره الفقيه، الصدوق، ج1، ص541.
عدد المشـاهدات 1763   تاريخ الإضافـة 21/06/2020 - 15:23   آخـر تحديـث 28/03/2024 - 15:26   رقم المحتـوى 15219
 إقرأ أيضاً